الرياض - واس
أكد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية أن العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليمن تعيش أزهى أوقاتها متانة وقوة، مبرزاً أهمية الزيارات الأخوية بين البلدين في سبيل مواجهة التحديات والظروف التي تمر بها الأمة العربية للوقوف أمامها بمسؤولية وروح الأخوة الصادقة ووحدة الموقف العربي بما يكفل تجاوزها.
وعبر فخامته في تصريح صحفي لدى وصوله الرياض في زيارة للمملكة عن سعادته بهذه الزيارة وقال: يسعدنا أن نقوم بهذه الزيارة الأخوية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة والتي تأتي في إطار التشاور المستمر مع أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، حيث تتيح لنا مثل هذه الزيارة الفرصة لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك على مختلف الأصعدة بالإضافة إلى بحث المستجدات الراهنة في المنطقة وهموم أمتنا العربية وقضاياها التي ستدرج على جدول أعمال القمة العربية التي ستعقد بعد أيام في دمشق وتنسيق جهود البلدين ودورهما من أجل رأب الصدع في العلاقات العربية - العربية وبما من شأنه الخروج من تلك القمة برؤية عربية موحدة وقرارات تعالج القضايا العربية وتعزز من مسيرة التضامن والتكامل بين الأشقاء. وأضاف: ما من شك فإن هناك تحديات كبيرة تواجه أمتنا العربية في الظروف الراهنة ينبغي الوقوف أمامها بمسؤولية وروح أخوية صادقة وتوحيد الموقف العربي إزاءها وبما يكفل للأمة مجابهة تلك التحديات التي تعزز وعلى أكثر من صعيد سواء ما يجري في فلسطين أو لبنان أو العراق أو الصومال والمنطقة عموماً.
وأردف فخامته قائلاً: إنها لمناسبة تتاح لنا لإطلاع أخي خادم الحرمين الشريفين على نتائج الجهود التي بذلتها اليمن من أجل تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في حركتي فتح وحماس والتي أسفرت عن التوقيع على إعلان صنعاء بالموافقة على المبادرة اليمنية لرأب الصدع في الصف الوطني الفسلطيني ببنودها السبعة التي تضمنت العودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه في غزة قبل الـ13 من يونيو 2007م والتقيد بما التزمت به منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء انتخابات مبكرة رئاسية ومجلس تشريعي وثانياً أن يتم استئناف الحوار على قاعدة اتفاق القاهرة عام 2005م واتفاق مكة عام 2007م على أساس أن الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ وأن السلطة الفلسطينية تكون من سلطة الرئاسة المنتخبة والبرلمان المنتخب والسلطة التنفيذية ممثلة بحكومة وحدة وطنية والالتزام بالشرعية الفلسطينية بكل مكوناتها وثالثاً التأكيد على احترام الدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع ورابعاً إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية بحيث تتبع السلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية ولا علاقة لأي فصيل بها وخامساً تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية تمثل فيها كل الفصائل بحسب ثقلها بالمجلس التشريعي وتكون قادرة على ممارسة مسؤولياتها كاملة وسادساً تشكيل لجنة من خلال الجامعة العربية تتكون من الدول ذات الصلة مثل مصر والسعودية وسوريا والأردن وتعبر اليمن عن استعدادها للمشاركة إذا طلب منها وتكون مهمتها تنفيذ ما سبق وسابعاً تتكون المؤسسات الفلسطينية بكل تكويناتها دون تميز فصائلي وتخضع للسلطة العليا وحكومة الوحدة الوطنية.
وتابع بقوله: ما من شك فإن هذه المبادرة تأتي مكملة ومتواصلة مع كل تلك الجهود الخيرة التي بذلها الأشقاء سواء في مصر أو جهود أخي خادم الحرمين الشريفين والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيتي القاهرة ومكة المكرمة والتي تنطلق جميعها من الحرص على أن يتجاوز الأشقاء في فلسطين خلافاتهم وأن يعملوا على تعزيز وحدتهم الوطنية وخدمة القضية الفلسطينية لأن المستفيد من الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني هو إسرائيل التي تسعى إلى تكريس هذا الخلاف من أجل أن تواصل عدوانها وتستمر في فرض حصارها الجائر على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ونحن على ثقة بأن كافة الأشقاء في الوطن العربي والإسلامي مع تلك الجهود لما فيه خدمة مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
واختتم فخامته تصريحه بالتأكيد على متانة العلاقات الطيبة التي تربط المملكة العربية السعودية بالجمهورية اليمنية وقال: نحن نشعر بالارتياح الكبير بالتطور المطرد الذي تشهده العلاقات الأخوية الحميمة والمتميزة بين اليمن والمملكة والتي تعيش أزهى مراحلها ونحن حريصون دوماً على تعزيز تلك العلاقات والدفع بها نحو ما يلبي تطلعات الشعبين اليمني والسعودي. مجدداً الترحيب بالاستثمارات السعودية في اليمن مشيراً إلى أنها تحظى دوماً بكل الرعاية والتشجيع لما فيه خدمة المصالح المشتركة وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الشعبين الشقيقين.