كثيراً ما نجد كتاب الصفحات الشعبية يرددون عبارة (الغث والسمين) ويتباكون على حال الشعر..
وكيف أصبح غثه أكثر من سمينه ورديئة أوفر من جيدة.. الخ
ولكن السؤال الذي ينسدح من حاله.. أقصد السؤال الذي يطرح نفسه.. من منا يستطيع أن يقدم لنا قراءة ولو سريعة لقصيدة واحدة من الغث..؟!
هل يستطيع أحد أن يكتب عن قصيدة غير جيدة ويبين لنا عيوبها من وجهة نظره..؟؟ أترك الإجابة لكم.
بودي لو جمعت كل الكتاب الذين كتبوا عبارة (الغث والسمين) وقلت لهم كل شخص منكم يعطيني نموذجاً للغث وآخر للسمين..
ويشرح لنا كيف حكم على هذا النص بأنه غث وحكم على هذا النص بأنه سمين.
بأي عين نظر لهذا واستنكره ونظر لهذا واستحسنه..
أي ذائقة جعلته تقول هذا غث وهذا سمين
يكفينا تهريج وتباكي ..
المشكلة ليست في غياب الناقد، لأنه داخل كل شاعر أو متذوق للشعر ناقد، والمشكلة أن لسان حال الجميع يقول: (وش علي أنا من الناس وش على الناس مني).
وهنا يتضح جليا أن محبي الشعر وأهله هم من ظلموه وأهملوا فيه حتى أصبح لكل من هب ودب أن يدعي الشعر..
حقيقة
(الشاعر الحقيقي في هذا الزمان يستحي أن يقال عنه شاعر).
محمد البلاهدي