لا تبدو الصورة العربية مشجعة قبل أسبوع من القمة العربية التي يخشى أن تتحول إلى ساحة للصراعات بدلا من أن تكون موقعا للمصالحات وتنسيق المواقف.

ولا يبدو ثمة علامة تدل على أن أوضاع لبنان في طريقها للتسوية، وبدلا من ذلك فإن أحداث نهاية الأسبوع المنصرم كان تحمل تلميحات إلى نهر بارد آخر وهذه المرة في مخيم عين الحلوة القريب من صيدا.

أما الصورة الفلسطينية فقد ظلت على حالها المهتز المتخم بالصراعات، وإن أفلحت الوساطة اليمنية في إحداث اختراق في المعضلات القائمة بين فتح وحماس. نتمنى أن يتطور لمعالجة النزف الفلسطيني الداخلي.

فلسطينيا أيضا فقد تعسرت الجهود الرامية إلى ترتيب نوع من الهدنة بين الفصائل التي تطلق الصواريخ وإسرائيل، فيما لا تزال تجري محاولات لإعادة فتح معبر رفح.. الجراح العربية تشمل بلا شك العراق ودارفور والتعقيدات في الصحراء الغربية.

وإلى جانب ذلك هناك المنغصات الدائمة التي تكبل انسياب التعاون العربي والانتقال به إلى رحاب أوسع من العمل المشترك، كان ذلك في مجال العمل السياسي العام أو فيما يتصل بالتبادلات التجارية والاقتصادية أو في غيره من المجالات.

ومن المهم أن تتصدى القمة لكافة هذه المصاعب، وذلك رغم القناعات السائدة أنه لا تصح المراهنة على مثل هذه القمة، ومع ذلك تبقى هي الشكل المتاح من التلاقي والتواصل العربي، والأمل دائما في أن يتأكد نوع من التركيز على الأولويات الملحة بغرض الخروج من حالة التشتت.

ولو تحقق مثل هذا النزوع في الإصرار على مناقشة الأولويات ومحاولة دفعها إلى الأمام ،فإن مثل هذا الالتزام يصبح في حد ذاته محورا للعمل من شأنه إفساح المجال للمزيد من التقارب.

وعلى كل فليست القمة وحدها بإمكانها تحقيق ذلك، كما أن حالة التشتت ليست هي السائدة في كل أنحاء العالم العربي، فهناك تجارب مشجعة على تعاون مؤسسي ناجع تظهر بصفة خاصة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث تؤكد هذه التجربة أن بالإمكان إنجاز الكثير على صعيد العربي المشترك.

ومن المهم دائما التركيز على مثل هذه الإيجابيات لتلمس السبل الكفيلة بالخروج من السلبيات واستشراف واقع جديد يتيح للأمة النهوض بإمكانياتها وبطريقة جماعية، خصوصا وأن التحديات القائمة تستوجب تحركا فاعلا لا تتخلف عنه أية دولة عربية.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244