الطائف - هلال الثبيتي
الشاعر باني البقمي شاعر جميل يملك الكثير من مقومات الشعر الراقي. يكتب الشعر بصمت مفعم بحب القصيدة مازجا بين القديم والحديث. أكد ل(مدارات شعبية) أن من يدفع حتى يتواجد في القنوات الفضائية ليس لديه شعر وأقحم نفسه في عالم الشعر. تعالوا معنا إلى هذا الحوار الذي لا يخلو من الصراحة.
* أين أنت من القنوات الفضائية الشعرية؟
- نلاحظ أن القنوات الفضائية الشعرية تزخر بالكثير من الشعراء المستشعرين وأن الغث طغى على السمين. ولكن لا مانع من التواجد الإعلامي سواء المسموع أو المرئي أو المطبوع إذا وجدت المصداقية والبرامج الهادفة والمتابعة من قبل الجمهور إضافة إلى وجود قناة تحترم الشعر وتحترم تاريخ الشعر الشعبي.
* تعتقد أن ما يقدم الآن على القنوات الفضائية أفسدت ذائقة المشاهد؟
- ما يقدم الآن فيه القليل ما يحترم ذائقة المشاهد واحترام تلك الذائقة والكثير منه غث لا يسمن ولا يغني ولا أعتبره شعرا.
* أين أنت من الأمسيات الشعرية؟
- لم أدع إلى أمسية ولن أستجدي مسؤولي الأمسيات؛ لأنهم هم المسؤولون عن اختيار الشعراء ويجب أن يحترم شعره ونفسه واسألوا منظمي الأمسيات عن شعراء الأمسيات.
* لماذا أنت متأخر عن غيرك من الشعراء الذين ظهروا على الساحة بعدك؟
- لأن المجاملات والمعرفة والعلاقات سواء مع منظمي الأمسيات أو القنوات الفضائية أو عرضوا أنفسهم.
* هل تتوقع استمرار القنوات الفضائية الشعرية؟
- هناك قنوات شعرية خرجت للساحة في وقت انتشار القنوات الفضائية الأخرى فكان هذا من أسباب انتشار القنوات الشعرية ومن خلال متابعتي هذه القنوات لم أجد أن الكثير من هذه القنوات لم تحقق رغبات المشاهدين من حفاظ على التراث وتاريخ الشعر الشعبي. وإذا لم تختر هذه القنوات الشعر الجيد والثمين دون مجاملة لأحد لن تضمن الاستمرارية.
* الساحة بدأت في الهبوط الاضطراري في مستواها الشعري.
ما هي مقومات عودة الساحة إلى سابق عهدها؟
- أوافقك الرأي في هذا الهبوط غير الاضطراري بل هو من صنع المجاملات ولمحسوبيات ولكن نحن نعول على شعراء كبار موجودين في الساحة قادرين على ضبط إقاعات الساحة الشعرية وإعادتها إلى سابق عهدها.
* هناك شعراء جمعوا بين القلطة والنظم ويشارك في الكثير من الأمسيات الشعرية. لماذا؟
- هناك شعراء قدماء جمعوا بين شعر القلطة والنظم وهذا شيء جيد خاصة وأن التنوع ينمي موهبة النظم والمحاورة ومن يجمع بين النظم والمحاورة أقوى من غيره وربما تكون المادة لها دخل كبير في ذلك.
* المجلات الشعبية هل خدمت الشعر؟
- مجلات الشعر الشعبي أصبحت حزبية وتهدف إلى الربح المادي إضافة إلى الشللية التي ليس همها خدمة الشعر الشعبي.
* كيف ترى الثقافة الشعرية في الوقت الحاضر؟
- الثقافة الشعرية مهمة لشاعر ولا بد أن يكون الشاعر في الوقت الحاضر لديه ثقافة من أي نوع تخدم شعره وليس بالضرورة أن يكون الشاعر يعرف القراءة والكتابة ولو رجعنا إلى تاريخ شعرنا الشعبي وقصائد الكثير من الشعراء القدماء نجدها مليئة بالثقافة.
* وهل نجعل التحديث في القصيدة من الثقافة؟
- نعم المفردات الحديثة مطلوبة للشاعر لأن الشاعر هو من يتكلم بلغة عصره لذا نعتبر التحديث في مفردات القصيدة من الثقافة.
* هناك بعض شعراء الأمسيات من يقوم بحركات على المسرح.. كيف تنظر إلى هذه الحركات؟
- أنا لا أعتب على الشاعر الذي يؤدي هذه الحركات لأنه مقتنع بحركاته ولكن عتبي على الجمهور الذي يصفق لهذا الشاعر وحركاته. والشاعر الذي واثق من شعره يجب أن يكون إلقاؤه من منطلق قصيدته بعيد عن الحركات التي لا يفعلها المهرج.
* من يعجبك من شعراء النظم؟
- هناك شعراء أعتبرهم مدارس أمثال الأمير محمد بن سعود شاعر القرن والأمير الشاعر محمد بن أحمد السديري وبندر بن سرور والشاعر عبدالله بن عون ورشيد الزلامي وفيصل الرياحي وخلف بن هذال وخالد بن حسين البقمي وغيرهم كثير.
* هل الإعلام خدم الشاعر باني البقمي؟
- الإعلام خدم كل شاعر تقدم بما هو مفيد وهادف. وبهذه المناسبة أشكر مدارات شعبية في صحيفة (الجزيرة) وعلى رأسها الشاعر الحميدي الحربي الذي أعتبره أستاذا لي وقد نشر لي من عام 1415هـ ولم أتعرف على الحميدي الحربي شخصيا إلا قبل عام تقريبا وهذا يدل على أن الحميدي الحربي لا يهتم بالأسماء بقدر ما يهتم بالقصيدة.
جوانب من اللقاء
- أكد الشاعر باني البقمي أن من يدفع حتى يتواجد في القنوات الفضائية ليس لديه شعر وأقحم نفسه في مجال الشعر وأضاف أن السواد الأعظم من القنوات الفضائية هدفها مادي بحت وليس البحث عن المادة الشعرية وهذا ما يضر بالشعر والقناة مستقبلا.
- المشرفون على الصفحات الشعرية ومجلات الشعر الشعبي هم الذين يخدمون الشعر ويجب عليهم البحث عن المفيد والجيد بعيدا عن المجاملات والمحسوبيات.
- ألغيت قصيدة كاملة بسبب بيت سبقني عليه غيري والشعر الفكاهي اختفي بسبب تغير النفوس.