إلى أخي الكريم د. خالد الربيعان بعد أن عزيته هاتفياً في والدته رحمها الله. |
اصبرْ على المكتوب يا خالدُ |
فكلُّنا من حُزْنِه واجدُ |
اصبر فإنَّ الموتَ بوابةٌ |
يدخل منها الجمعُ والواحد |
بوابةٌ مفتوحةٌ، كلُّنا |
منها، وإن طال المدى واردُ |
نعم، فنارُ الحزنِ مشبوبةٌ |
دخانُها في أُفْقنا صاعدُ |
وإنَّ أقسى ما به نصطلي |
والدةٌ تفقدُ أو والدُ |
لكنَّ في الصبر لنا منزلاً |
يهفو إليه الرَّاكع الساجدُ |
شاركتُك الحزنَ على فقدها |
ونبض قلبي - يا أخي - شاهدُ |
بمثل ما واسيتني حينما |
ودعتُ أمي أيُّها الماجدُ |
قلبي يواسيك فكنْ صامداً |
كم يربح المحتسب الصامدُ |
في صوتكَ الباكي سمعت الأسى |
يحكي، وفي دمعي له رافدُ |
كم تصفر الدنيا، إذا لم يكنْ |
للأمِّ فيها موقع رائدُ |
نعم، لفقدِ الأمِّ آثاره |
فكل بحرٍ بعدها راكدُ |
وكلُّ لونٍ بعدها باهتٌ |
وكل جمرٍ بعدها خامدُ |
وكل ضوءٍ بعدها خافتٌ |
وكل ذهنٍ بعدها شاردُ |
نعم أخي، لكنَّ إيماننا |
باللهِ فيه الأمل الواعدُ |
ما هذه الدنيا سوى رحلةٍ |
يبكي على مفقودها الفاقدُ |
يتبع فيها الناسُ أحلامَهم |
والموت فيها للخُطا راصدُ |
للسير فيها أمدٌ ينتهي |
والكلُّ منها راحلٌ بائدُ |
|