جلست تحدثنا عن طرائف ما مر بها فقالت:
صديقتي كلما قرأت خبراً أو سمعت عن حدث أو بلغها أمر قالت: ربما...!
وكثيراً ما تأتي ال(ربما) هذه منها في غير مكانها... حتى أننا وسمناها بها ونسينا مع الزمن اسمها الحقيقي...
فربما تقول... وربما جاءت... وربما ذهبت... حتى أسقط في يدي ذات موقف حين حزبنا أمر عمل عاجل فطلب إلينا إبلاغ صاحبة الاسم الثلاثي فلانة بنت فلان بن فلان بضرورة مثولها عند الرئيسة... وطفقنا في العمل باحثات نقلب الذاكرة لكنها أبت أن تسعفنا... فاعتذرنا لعدم معرفتنا بصاحبة الاسم المدون ثلاثياً في الورقة... غير أن العاملة التي تحملها أشارت لنا نحو صديقتنا ربما... وما إن نطقنا به إلا وتذكرنا اسمها الثلاثي ذلك: هه ربما هي.. فإذا هي صاحبة الاسم...
وربما لكل حديث مناسبة...
وربما لكل موقف دافع...
وربما لكل فعل محفز...
وربما وراء أي قول سبب...
وربما تريد فإذا بطارئ يقصيك...
أو حاجة تدنيك... أو مانع يحيط بك...
وربما تُقدِم على أمر ما لا تكون لك حجة لأن تفعله...
أو تتخلى عنه وليس من المروءة أن تفعل...
ربما تمنح نفسك ما لا حق لها فيه ...
وربما تحرمها مما لها الحق فيه...
ربما تحب أمراً وأنت كاذب وتكره آخر وأنت مضطر..
ربما ترى بعين القهر الحلو مراً... أو تتذوق المر بطعم الفرح حلواً...
وربما تكون أنت نفسك التي تعرف وربما تخرج عن لباسها وأنت لا تعرف...
فهل ربما يكون لك أن تكون غيرك فتضيع عنك هويتك...؟
تلك غربة لا أظن أنك ستزج نفسك في أتونها... أو تسلم وعيك لريحها...
وكثيراً من ربما تنسي أصحابها أو تستبدل صورهم في الأذهان...
ربما وربما.