لم تعد الحروب قاصرة على الأرض والبحر ولا حتى الأجواء المحيطة بمسرح عمليات الحروب؛ فكل الكرة الأرضية أصبحت مهددة بالصواريخ العابرة القارات والأقمار الصناعية والصواريخ النووية. كما أن الغواصات والبوارج والطائرات التي تتخذ من ناقلات الطائرات البحرية قواعد مطارات عائمة جعلت من البحار ميداناً واسعاً للحروب؛ لتدخل الأجواء ميادين القتال بعد تطوير الطائرات والصواريخ واستخدام الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، حتى أصبحت الحروب الإلكترونية ليست مجرد اصطلاح يتداول، بل واقع تتدرب عليه الجيوش بعد إدخال هذه الأصناف في الجيوش وفي المنظومة العسكرية للدول, ولم يعد الأمر مقصوراً على الدول الكبرى، بل تبعها في ذلك الدول الأخرى التي أدخلت إضافات وتعديلات تتناسب مع قدراتها وملائمة لاحتياجاتها.
من هذه الدول الكيان الإسرائيلي الذي يجد كالعادة مساعدات من الدول الصناعية الغربية لتلبية احتياجاته العسكرية، ودائماً تعطى له بالمجان مثل هذه المعدات العسكرية، وهو ما يجعل إسرائيل تتوسع في استعمال التقنية العسكرية وتوظيفها حتى في الأغراض المدنية؛ خدمة للأهداف العسكرية. وفي هذا السياق أعلنت إسرائيل أنها ستبدأ خلال أسابيع تزويد طائراتها المدنية بأنظمة مضادة للصواريخ.. وستقوم هذه الأنظمة باعتراض أية صواريخ تستهدف الطائرة المدنية عبر آلية التعقب حرارياً. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين: ستجهّز بهذا النظام في بداية الأمر الطائرات المتوجهة إلى مناطق تعتبر غير آمنة، وخاصة في إفريقيا ومناطق من آسيا. وقد بدأ التخطيط لهذا المشروع منذ العام 2002 حين حاول مقاتلون استهداف طائرة ركاب إسرائيلية بالصواريخ في مومباسا في كينيا.
ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أنّ القوات الإسرائيلية والأمريكية أنهت الأربعاء الماضي مناورات عسكرية على الكمبيوتر؛ بغية تحسين تعاونها. وقال الجيش الإسرائيلي: إنّ المناورات تم التخطيط لها بعناية طوال أكثر من عام، وهي ليست مرتبطة بأي حدث حقيقي، ولا علاقة لها بأية أحداث جارية. بالمقابل ذكر بيان للجيش الأمريكي أنّ الهدف من المناورات هو تحسين القدرة العملانية المتبادلة، إضافة إلى الفهم والتعاون بين القوات الأمريكية والإسرائيلية المعنية.
jaser@al-jazirah.com.sa