Al Jazirah NewsPaper Monday  24/03/2008 G Issue 12961
الأثنين 16 ربيع الأول 1429   العدد  12961
حتى لا يكون عقد القمة مظهراً احتفالياً فقط
عبد الله بن راشد السنيدي

تأسست جامعة الدول العربية سنة 1945م بهدف التنسيق بين الدول العربية والوصول إلى عمل عربي مشترك في كافة المجالات.

ولذا فقد انبثق من هذه الجامعة العديد من المؤسسات من أهمها مؤسسة القمم العربية ومجلس الجامعة

الذي يتألف من وزراء الخارجية العرب الذي ينعقد بصفة دورية، أما مؤتمرات القمة العربية التي عقد منها عشرات المؤتمرات وكانت بدايتها القمة العربية التي عقدت في جمهورية مصر العربية سنة 1963م ومثل المملكة فيها الملك سعود - يرحمه الله - فكانت لا تنعقد إلا لأمر مهم يقتضي الأمر عرضه على زعماء الدول العربية ومناقشته من قبلهم كما حصل في مؤتمر القمة العربي الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم سنة 1967م بعد انتهاء الحرب بين العرب وإسرائيل التي انتهت مع الأسف باحتلال إسرائيل للضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشريف وصحراء سيناء التابعة لمصر، وهضبة الجولان التابعة لسوريا، وقد جاء هذا المؤتمر ليعيد الثقة للشعوب العربية وليؤكد بأن الموقف العربي من أسباب الصراع مع إسرائيل لن يتأثر بهذه الهزيمة عندما انتهى المؤتمر بالإعلان عن لاءاته الثلاث المشهورة وهي: لا مفاوضات مع إسرائيل، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا صلح مع إسرائيل.

وكما حصل في مؤتمر القمة العربية في القاهرة سنة 1970م وحضره الملك فيصل - يرحمه الله - لمناقشة الخلاف بين الأردن والفلسطينيين الذي وصل إلى حد الاقتتال بين الجيش الأردني ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد نجح هذا المؤتمر في الوصول إلى وقف الاقتتال وحل الخلاف بين الطرفين.

وكذلك مؤتمر القمة العربي الذي عقد في المملكة المغربية سنة 1982م بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان وقد طرح الملك فهد - رحمه الله - في هذا المؤتمر مبادرته للسلام في الشرق الأوسط.

وكذلك مؤتمر القمة العربي الذي عقد في العراق سنة 1979م بعد قيام الرئيس الراحل أنور السادات بزيارة إسرائيل ثم الاعتراف بها وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها، وقد أسفر هذا المؤتمر عن سحب سفراء الدول العربية من القاهرة ونقل مقر الجامعة العربية إلى تونس.

وكذلك مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الأردن أثناء نشوب الحرب بين العراق وإيران من أجل دراسة موقف الدول العربية من هذه الحرب بخاصة أن سوريا كانت تميل مع إيران، وكذلك مؤتمر القمة العربي الذي عقد في لبنان سنة 2003م من أجل مناقشة المبادرة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - يحفظه الله - لإحلال السلام بين العرب وإسرائيل التي بنيت على أساس الأرض مقابل السلام حيث تشترط هذه المبادرة لإحلال السلام مع إسرائيل والتعايش معها والاعتراف بها من جميع الدول العربية قيامها بالانسحاب من بقية الأراضي المحتلة سنة 1967م بما فيها مدينة القدس الشريف من دون شروط مسبقة.

وكذلك مؤتمر القمة العربي الذي عقد في عاصمة بلادنا الرياض سنة 2007م الذي أسفر عن عدة نتائج مهمة من أبرزها ما يتعلق بالمبادرة العربية للسلام، حيث أكدت هذه القمة الموقف العربي الموحد الذي ورد في هذه المبادرة وكلف الجامعة العربية بمتابعة ذلك مع إسرائيل حيث قامت الجامعة بتكليف وزيري خارجية مصر والأردن للقيام بذلك باعتبار بلديهما يقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما اهتم المؤتمر بضرورة تنشيط العمل العربي المشترك في كافة الميادين، كما صاحب هذا المؤتمر عقد اجتماع بين الرئيس السوداني عمر البشير والأمين العام للأمم المتحدة (بين كيمون) من أجل حل الخلافات بين السودان وهيئة الأمم المتحدة حول القوات الدولية المزمع إرسالها لإقليم دارفور السوداني، وصاحب المؤتمر أيضاً عقد لقاء مصالحة بين الرئيس السوداني والرئيس التشادي إدريس ديبي لحل الخلافات بينهما حول الحدود.

إذاً هذه هي مؤتمرات القمة التي يُعول عليها التي عقدت لظروف عربية ملحة، فالقمم العربية تعقد للتصدي لما يواجه العرب من مشاكل إقليمية ودولية التي لم تتمكن المستويات الأدنى من حلها.

ولا ينبغي أبداً أن يكون عقد القمة العربية مظهراً احتفالياً أو استعراضياً برتوكولياً فالقمة العربية ينبغي أن يتم الإعداد المسبق لها وأن يحصل توافق عربي على ضرورة عقدها.

ونخلص مما تقدم أنه لكي يتحقق النجاح لأي قمة عربية فإنه ينبغي توفر العوامل التالية:

- وجود هدف حيوي يهم الأمة العربية ويتطلب من الزعماء ترك بلدانهم والسفر إلى حيث مقر عقد القمة لمعالجة الأمر الذي من أجله عقدت القمة مع استبعاد العامل الدوري لعقد القمة إذا لم يوجد مبرراً لعقدها.

- ضرورة التوافق بين الدول العربية على ضرورة عقد القمة وتوفر القناعة بالأسباب التي بموجبها طلب عقدها.

- ضرورة حضور أكبر عدد ممكن من زعماء الدول العربية للقمة بما فيهم زعماء الدول العربية الفاعلة حتى يضمن نجاحها.

- ألا يكون قد طرأ خلاف أو إشكال بين الدولة التي قد تقرر عقد القمة فيها وبين دول عربية أخرى أو أن تكون تلك الدولة قد تدخلت في شؤون دولة أخرى حتى يتم الوصول إلى حل لذلك لأن عقد القمة مع وجود ذلك سيحول دون تحقق نجاحها.

- أن يتم عقد القمة مرة كل سنتين وليس بشكل سنوي حتى يتم الإعداد الجيد لها.

asunaidi@mcs.gov.sa



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد