تحقيق - عبد الله الرزقي
بطاقة المكان حالياً،مزكز حلي: أحد مراكز محافظة القنفذة التابعة لمنطقة مكة المكرمة، يقع إلى جنوب القنفذة، القرية: المقصود بها قرية حلي القديمة، أما الوادي فالمقصود به وادي حلي: فهو يشغل مساحة تقدّر بنحو500 كم2 يقع إلى الجنوب من وادي يبه يبلغ طول مجراه من الشرق إلى الغرب نحو 145كم وجغرافية فروع هذا الوادي متسعة تبدأ من وادي بارق قديماً (شري حالياً) شمالاً إلى وادي يبه جنوباً وما بين الفرعين المذكورين أودية تصب كلها في وادي حلي منها وادي المرضي وبقره ونعص والمخاضة وفرشاط.
وأورد حمد الجاسر بالمعجم الجغرافي القسم الأول: صحيفة 348 - ما نصه ورسمه (حلي) بفتح الحاء المهملة وكسر اللام فياء مثناه تحته مشددة وادٍ فيه قرى وإمارة تابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة.
أما وصف ابن بطوطة في رحلته إلى اليمن عبر (حلي) فإنه أحسن في وصفه الذي جعل المؤرخون من بعده يلامون على تقصيرهم في إحاطة حلي بسوار من الدراسات والتقنيات والتحقيقات التاريخية..
فإلى نص ابن بطوطة في رحلته الشهيرة إلى حلي ثم إلى اليمن،حيث قال:
وبعد ستة أيام من خروجنا عن جزيرة سواكن وصلنا إلى مدينة (حلي) وتعرف باسم ابن يعقوب وكان من السلاطين ساكناً بها قديماً وهي كبيرة حستة العمارة يسكنها طائفتان من العرب وهم بنو حرام وكنانة وجامع هذه المدينة من أحسن الجوامع وفيه جماعة من الفقراء المنقطعين إلى العبادة منهم الشيخ الصالح العابد الزاهد قبولة الهندي لباسه مرقعة وقلنسوة لبدوله خلوة متصلة بالمسجد فرشها الرمل لا حصير بها ولا بساط - ولم أر بها حين لقائي له شيئاً إلا إبريق الوضوء وسفرة من خوص النخيل فيها كسرة شعير يابسة وصحيفة فيها ملح وسعتر فإذا جاءه أحد قدَّم بين يديه ذلك ويسمع به أصحابه فيأتي كل واحد منهم بما حضر من غير تكلف شيء - وإذا صلوا العصر اجتمعوا للذكر بين يدي الشيخ إلى صلاة المغرب وإذا صلوا المغرب أخذ كل واحد منهم موقفه للتنفل فلا يزالون كذلك إلى صلاة العشاء الآخرة فإذا صلوا العشاء الآخرة أقاموا على الذكر إلى ثلث الليل ثم انصرفوا ويعودون في أول الثلث الثالث إلى المسجد فيتهجدون إلى الصبح ثم يذكرون إلى أن تحين صلاة الإشراق فينصرفون بعد صلاتها ومنهم من يقيم إلى أن يصلي صلاة الضحى بالمسجد وهذا دأبهم أبداً ولقد أردت الإقامة معهم باقي عمري ولم أوفق لذلك والله تعالى يتداركنا بلطفه وتوفيقه.
وسلطان حلي عامر بن ذؤيب من بني كنانة من الفضلاء والأدباء والشعراء سافر في حجته من مكة إلى جدة وكان قد حج في سنة ثلاثين ولما قدمت مدينته أنزلني وأكرمني وأقمت في ضيافته أياماً وركبت البحر في مركب له أوصلني إلى بلدة السرجة. (انتهى نص ابن بطوطة عما يخص حلي بن يعقوب)...
- ويستنبط من نص ابن بطوطة المتقدم فوائد عدة كثيرة ولكن منها على سبيل الاختصار:
1- شهرة وازدهار مدينة حلي خلال القرون الثامن والتاسع والعاشر الهجري.
2- احتواؤها على جامع من أحسن الجوامع.
3- كشف النص عن حياة التصوف والتقشف والزهد في حياة الناس وقتئنذ.
4- أوضح النص ما كان عليه المجتمع في حلي من حسن ضيافة وكرم وأدب وفضل.
5- كشف النص عن شخصية أهل حلي في الشعر - والواقع المعاصر المعيش بأن بحلي حالياً كوكبة من الشعراء والأدباء الذين لهم إنتاج جدير بأن يحفظ.