ليس جديداً ان يركب ابن لادن والظواهري وغيرهم من قباطنة الارهاب قطار أزمات الاساءة التي يثيرها أشباههم من متطرفي الغرب الذين بلغ بهم الجنون الليبرالي حد الاساءة لشخص الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم, فالفكر المتطرف سواء كان دينيا أو ايدويولوجيا، يتغذى بطريقة عكسية بينه وبين بعضه ويعيش على نوع من تبادلية التأثير، لخلق نوع من موطئ القدم وتبرير الافعال، فابن لادن ومعه ارباب الفكر المنحرف يتلقفون ترهات الغربيين اللامسؤولة والمؤطرة تحت قناعات حرية التعبير لاطلاق العنان لافعالهم اللامسؤولة ايضا, وفي الجانب الاخر تستغل التصرفات السوداء من قبل متطرفي واقعنا الاسلامي للاصطياد بالماء العكر وتمرير المشاريع المعادية للإسلام والمسلمين وتتخذ حجة وذريعة للتهجم عليه والاساء إلى رموزه. ان أهم ما يرجى من عقلاء العالم الإسلامي والغربي على حد سواء هو قطع الطريق على كلا الطرفين من المتطرفين، من خلال تعميق مسارات الحوار والانفتاح على الاخر التي تكون على اساس الندية والاحترام المتبادل بين أبناء فلسفة الانسان والتعايش المشترك بين البشرية, فلا إساءات داعي الفكر الليبرالي الغربي للاديان والرسول مقبولة مهما جاءت تبريراتها الفكرية والايدولوجية, ولا استهداف الابرياء واخذهم بالذنب الجماعي مقبول ايضا, فالرسوم المسيئة والمتهجمة على النبي الكريم لا تمثل بمطلقها المجتمعات الغربية وايضا لا تمثل جميع اتباع النهج الليبرالي في التفكير الذي تضم صفوفه الكثير من المتعقلين والانسانيين الذين يعلمون ان فلسفة الحرية, يقصد بها الحرية المسؤولة التي لا تتعدى على فضاء الاخرين وان خفت صوتهم مع الاسف الشديد. وفي الجانب الاخر ونعني به من يحاول ابن لادن واشباهه الحديث بلسانهم عنوة وقصراً فقد توالت الاصوات وبصوت مسموع للتأكيد على ان الارهاب دخيل على سماحة الاسلام واصالته، واكبر دليل على ذلك ما يكتوي به ابناء الشعوب الاسلامية من نيران الارهاب في بلدانهم التي بليت به, إذن التعميم في مثل هذه القضية مرفوض وظالم ولا يعدو كونه عاملا جديدا يضاف إلى ارهاصات الازمة ويعمق تراكمياتها.