بقلم: د. إبراهيم بن عبدالله السماري

اسم الكتاب: الشيخ صالح بن سالم آل بنيان - حياته وآثاره وجهوده العلمية وتحقيق ديوانه

المؤلف: حسان بن إبراهيم الرديعان.

البيانات الكمية: 256 صفحة 17\24سم

الناشر: دار التوحيد، الرياض، ط1، 1429هـ - 2008م.

الحركة العلمية والثقافية في أي مجتمع إنما تقاس بمدى ما يقدمه علماؤها وأدباؤها ومثقفوها بشكل عام من جهود وإبداعات. وتزدهر الحركة الثقافية حين يرزق المجتمع - أي مجتمع - بعَلَم متعدد المواهب والإمكانات والقدرات، كما هي الحال حين شهد مجتمع منطقة حائل الحراك الثقافي والعلمي الذي كان محوره العالِم الجليل والأديب الضليع الشيخ صالح آل بنيان.

سيرة هذا الرجل جمعت أصنافاً شتى وأطيافاً ثقافية متنوعة جمعت المحور السياسي إلى جانب المحور الديني قريباً من المحور الأدبي ليجد الباحث في النهاية مزيجاً ثقافياً ذا نكهة خاصة بمنطقة حائل التي شهدت في تلك الحقبة التاريخية كثيراً من التحولات السياسية والفكرية.

وكتاب (الشيخ صالح بن سالم آل بنيان - حياته وآثاره وجهوده العلمية وديوان شعره) لمؤلفه الشيخ حسان بن إبراهيم الرديعان وثَّق بمنهج علمي سديد وأسلوب أدبي جميل حياة العَلَم المترجَم له والبيئة الاجتماعية والسياسية والدينية والأدبية التي عاش فيها، واتضح منها إعلان الشيخ صالح انتقاداته للبيت الرشيدي الحاكم في حائل آنذاك دون وجل أو تردد.

في الباب الأول تناول المؤلف سيرة الشيخ صالح آل بنيان من حيث مولده ونشأته وطلبه للعلم وأعماله وقضائه وتلامذته وآثاره العلمية وجهوده في الدعوة إلى الله ومراسلاته التي تنوعت بين مراسلة الحكام خارج البيت الرشيدي كالملك عبدالعزيز في نجد وحاكم قطر وبين مراسلة العلماء في نجد والعراق ودمشق ومراسلة الأقارب والأصدقاء. وقد أحسن المؤلف عندما أرفق نسخة ضوئية لكل وثيقة من مراسلات الشيخ صالح أسوة بما عمله في نماذج أقضيته؛ لينتهي هذا الباب - الأول - بوفاة الشيخ صالح وما قيل فيه شعراً ونثراً من الأدباء والعلماء.

وفي الباب الثاني استعرض المؤلف الحركة العلمية بحائل وموقفها من تبعية إمارة الجبل للدولة العثمانية وآثار ذلك في حياة الشيخ صالح، مُركّزاً على بيان عناصر الحركة العلمية بحائل في نهاية القرن الثالث عشر، وموقف علمائها من التبعية للدولة العثمانية.

وجاء الباب الثالث ذا صبغة أدبية صرفة؛ حيث خصصه المؤلف لديوان قصائد وأشعار الشيخ صالح آل بنيان بضبط وتحقيق وتعليق المؤلف ومراجعة الشيخ محمد فرهود والدكتور بندر الضويلي، مورداً أربعاً وعشرين قصيدة كاملة وعدداً من تقاطيع أبيات متفرقة. وفي هذا الديوان أورد المؤلف قصيدتين متبادلتين بين الشيخ صالح آل بنيان والشيخ سليمان بن سحمان بالرسمة الشجرية تدلان دلالة واضحة على النمط الأدبي السائد في ذلك العصر وقدرة أدبائه على تطويع النص الأدبي في الشكل الذي يريده الأديب ولاسيما في القصائد الإخوانية التي تتطلب نوعاً من الدعابة والمرح.

والكتاب - عموماً - مليء بالأحداث السياسية والمواقف الاجتماعية؛ ما يعطي إضاءة واضحة عن طبيعة ذلك العصر الذي عاش فيه العَلَم المترجم له.

وبالله التوفيق.