في هذا العصر الكروي الزاهر، وبدلاً من أن تكون ممارسة تحكيم كرة القدم مدعاة جذب للكثير من الشباب للانخراط فيه والمساهمة في إثراء هذا المجال القانوني الحيوي من خلال تدفق الأعداد الكبيرة الراغبة في ممارسته وبالتالي ارتفاع عدد الكوادر التحكيمية المميزة التي نباهي ونفاخر بها. |
** إلا أن ما يحدث للتحكيم من منغصات بلغت حد التشويه.. لا شك في أنها قد أسهمت بشكل مباشر في تدني الرغبة لدى معظم هؤلاء الشباب وبالتالي عزوفهم عن محاولة التفكير في مزاولة هذا النوع من الفنون الرياضية.. تجنباً لوجع الرأس، وحفاظاً على الكرامة. |
** سألت أحد الشباب، وكانت لدي معرفة مسبقة بتعطشه لمزاولة التحكيم وعن طموحه في البروز كحكم يشار له بالبنان.. لماذا لم يحقق حلمه الذي حدثني عنه منذ بضع سنوات فقال: تسألني وأنت أحد منسوبي الإعلام الرياضي، وكأنك لا تشاهد ولا تقرأ ولا تسمع ما يدور في الساحة من لغط وأخذ ورد، ومن جزر ومد حول الحكام والتحكيم(؟!). |
** القنوات الفضائية المتخصصة وبالأخص التجارية منها.. تعمل على استدراج المشاهد بأية وسيلة.. لذلك عمدت إلى استحداث استوديوهات خاصة بالتحكيم والحكام، ووظفت لتشريحهم و(شرشحتهم) بعض الخبراء في (اللت والعجن) خصوصاً ممن تاريخهم التحكيمي لا يشكر حين يذكر(؟!). |
** كذلك حذت حذوها معظم الصحف.. إذ خصصت مساحات لأسماء أخرى من ذات الصنف لتكملة أي نقص قد يطرأ على مجهودات خبراء الفضائيات في هذا الجانب.. حتى أن أحدهم لم يجد ما يخالف به آراء نظرائه في الفضائيات حول إحدى المباريات.. سوى اكتشافه العبقري لحالة (رمية جانبية) لم تكن صحيحة(!!). |
** هذا عدا الكثير والكثير مما يتعرض له الحكام من تجاوزات بلغت حد القذف والتشهير عن طريق منسوبي بعض الأندية.. فضلاً عما يتعرضون له بأقلام كتاب (كل شيء بعشرة). |
** ولعلك يا صديقي قد اطلعت على الحملة القذرة التي شنت على الحكم (ظافر أبو زندة) عشية لقاء الهلال بالحزم.. رغبة في إسقاطه، دون ذنب اقترفه سوى أن مصالح تلك الأقلام الخاصة تستدعي ذلك(!!). |
** أفلا تلاحظ يا عزيزي من كل هذا بأن مردودات التعريض بالحكام وتشويههم بهذه الطريقة البشعة.. لم تعد قاصرة على السعي إلى جني ثمارها نقطياً ونتائجياً كما كان يحدث سابقاً(؟!!). |
** وأن الضجيج والحصار الضوئي والترصد.. لابد أن تكون لها انعكاساتها التي ستفضي حتماً إلى المزيد من التدهور والفشل التحكيمي ولاسيما في ظل هذه الضغوط المتعددة الأطراف والأهداف. |
** قلت: ولكن الحكام يرتكبون أخطاء شنيعة أفقدتهم الكثير من التعاطف قال: هذا صحيح.. فعندما تضع أي شخص في زاوية ضيقة ثم لا تكف عن محاصرته بالكلام والاتهامات والانتقادات بأشكالها كافة.. فهل تنتظر منه إلا ارتكاب المزيد من الأخطاء بفعل عدم القدرة على التركيز جراء هذا الذي يحدث لهم(؟!). |
|
** ما من شك في أن مسابقة الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله) هي واحدة من أغلى البطولات على قلب كل من له علاقة بالشأن الرياضي.. لما لسموه (يرحمه الله) من مكانة مرموقة في وجدان وأحاسيس كل مواطن في بلادنا العزيزة.. كون هذه البطولة تمثل حالة من التواصل الحميمي بين الوسط الذي أحب فيصل وأحبه فيصل. |
بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. |
** ففي إطار هذه المنافسة التقى يوم أمس السبت الهلال والأهلي في جدة والشباب والنصر في الرياض لتحديد من منهم سيتشرف باللعب على النهائي والتشرف بلقاء راعي المباراة الكبيرة. |
** شخصياً أتوقع (والله أعلم) أن يكون الأهلي والشباب هما من تأهلا إلى المباراة النهائية على اللقب الغالي. |
** أما لماذا الشباب والأهلي تحديداً.. فلأنني أرى من وجهة نظر خاصة وقد تكون صائبة وقد تكون خاطئة.. بأن ثمة تفاوتات في المعطيات وفي الأدوات بينهما وبين منافسيهما الهلال والنصر، وبالأخص النصر الذي سيكون للضغوطات المختلفة دورها المؤثر في الحد من عطاءات عناصره كما حدث في لقائه بالهلال ضمن مسابقة سمو ولي العهد (يحفظه الله). |
** والحق إن الفرق الأربعة تستحق أن تتأهل إلى النهائي وحتى الظفر بالكأس وذلك عطفاً على ما قدمته من مستويات ومن عطاءات جيدة طوال مراحل الدور التمهيدي. |
** فلمن يا ترى قُرعت الطبول يوم أمس من الفرق الأربعة..؟ |
إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): |
شلت يمين عبثها طال سيد الناس |
محمد المصطفى الهادي لشرع الله |
بالرسم يا (روثة) الخنزير والنسناس |
تفرغ سمومك بحق معرب الملة |
ب(محمد) احنا نفاخر وأنت بالخناس |
وكل دليله من الاثنين بيدلّه. |
|