تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بين حين وآخر بأخبار عن فوز شخصيات سعودية قيادية من القطاعين العام والخاص، بجوائز عالمية خاصة بالقادة التنفيذيين. والغريب في هذه الجوائز أن غالبية الفائزين هم من المملكة العربية السعودية !!!، وإن صدقت تلك
النتائج فهذا مؤشر ممتاز إلى أنّ لدينا قيادات تنفيذية على المستوى المطلوب!!!. ولكن حينما نشاهد ونقرأ أسماء الفائزين بتلك الجوائز، فإننا نضع علامات استفهام على كيفية فوزهم بتلك الجوائز؟؟ وماذا قدم هؤلاء القادة من عمل ليفوزوا بتلك الجوائز؟؟
حقيقة، لا أعلم كيف تتم عملية اختيار الشخصيات المرشحة للفوز بالجوائز، وآلية تقييم النتائج واختيار الفائزين، فكل ما أعرفه شخصياً أنه يتم إرسال طلبات لبعض الشخصيات بترشيحهم للفوز بجائزة القائد التنفيذي الأول على مستوى الشرق الأوسط، وفي حال الموافقة في المشاركة يفوز الشخص مباشرة بدون أي ضوابط وشروط. وقد اطلعت شخصياً على دعوات من جهات من خارج المملكة تنظم مثل تلك الفعاليات، وكل ما تطلبه من الشخص المرشح الموافقة على المشاركة بدون أي شروط أخرى، والذي يحدث بعد ذلك أن تقوم هذه الجهة بدعوة شخصيات أخرى من جهات مختلفة وتدعو شركات للرعاية والدعاية لهذا الحدث،
ومن ثم يقام حفل كبير بهذه المناسبة وتسلّم الجوائز لأفضل قادة تنفيذيين على مستوى الشرق الأوسط.
وهناك نوع آخر من الجوائز أن تأتي بعض وكالات الدعاية والإعلان (وما أكثرها) والتي تسوّق لمجلة متخصصة في ترشيح أحد القيادات التنفيذية للفوز في جائزة الرئيس التنفيذي الأول للعام، بشرط ضمان الإعلان بهذه المجلة، وفي نفس الوقت تطالعنا مجلة أخرى بفوز قائد تنفيذي لشركة منافسة ، ولاحظنا أن التنافس بين الشركات قد امتد لفوز قادتها في جوائز على مستوى القيادات التنفيذية.
إن أقرب وصف لما يحدث هو ما نقوله بلهجتنا المحلية (ضحك على الدقون) واستغلال من شركات وجهات أجنبية لقادتنا التنفيذيين الذي من الأولى بهم الاهتمام بشئون عملهم بدلاً من الانجراف نحو الفوز بجوائز وهمية لا قيمة لها. وأعتقد أن القادة التنفيذيين البارعين والمميزين في وطننا الغالي معروفون وليسوا بحاجة إلى جوائز (بهرجة)، وأعمالهم وأنشطة منشآتهم تتحدث عنهم، وكفاية أن نكون تابعين لهذه الجهات والوكالات التي تخدم مصالحها من خلال مؤسساتنا العامة والخاصة.
Fax2325320@ yahoo.com