16 عاماً تمثل المدة النظامية التي يقضيها الطالب من ساعة دخوله إلى بستان التعليم وحتى قطفه لورقة التخرج, تاريخ من الصباحات الطويلة المعجونة بلهيب الصيف وزمهرير الشتاء, قبل أن ينضم إلى طابور البحث عن وظيفة ومصدر رزق!!
هذا البحث يتزامن مع التوسع في انفراج زوايا الاقتصاد تجاه المنافسة الكاملة والذي يستلزم بناء موارد بشرية تستطيع الركض بذات سرعة المنافسة كي لا تتعثر غير أن صياغة علاقة البطالة والسعودة في كثير من الأحيان تبدو وكأننا نتحدث عن فطر نبت في سوق العمل دون بذور!!
المؤلم أن كثيراً من الأطروحات الاقتصادية التي نتداولها حالياً تقرن بين البطالة والسعودة وكأن إحداهما علاج للأخرى. بينما روح السعودة تكمن في تطوير مورد بشري قادر على المنافسة من خلال التأهيل الذي يجعله الخيار الأفضل في الإنتاج وهو ما أثبتته الكثير من التجارب.
القطاع الخاص اليوم قد لا يكون مسؤولاً عن مستوى كفاءة الموارد البشرية في قطاع الأعمال لكن المسؤولية الكاملة ستقع عليه مستقبلاً مع بزوغ عصره وتلاشي جاذبية وظائف (الميري) كما يقول اخوتنا المصريون!