مكتب الجزيرة - غزة - أريحا - من بلال أبو دقة
بدأ وفدان من حركتي حماس والجهاد أمس زيارة (في مهمة عاجلة بناء على طلب مصر) وفقاً لما ذكرته مصادر فلسطينية في غزة. وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لوكالة (سما) الفلسطينية للأنباء أن الشيخ جمال أبو هاشم عضو المكتب السياسي لحركة حماس والشيخ خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي سيلتقيان بقيادات أمنية مصرية لمناقشة قضيتي التهدئة ومعابر قطاع غزة.
وأكدت المصادر أن تفاؤلاً يسود حركتي حماس والجهاد الإسلامي حول قضية فتح معبر رفح والتهدئة مع إسرائيل، وأضافت أن معبر رفح (سيفتح ولو جزئياً في القريب العاجل في ظل موافقة إسرائيلية أوروبية ومصرية على ذلك). وأشارت إلى أن حركة حماس (أبدت مرونة كبيرة في قضية ترتيبات المعبر؛ ما سمح بحصول اختراق كبير في الجهود المصرية مع إسرائيل لفتحه بصورة سريعة).
وأكدت المصادر أن (وزير الأمن المصري عمر سليمان يسابق الزمن في قضية التهدئة مع إسرائيل)، منوهة إلى أن بديل التهدئة سيكون (اجتياحاً إسرائيلياً دموياً لقطاع غزة بموافقة دولية، وهو الأمر الذي يحاول عمر سليمان منعه خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع القادم).
ومن جانب آخر أعلنت مصادر طبية فلسطينية وفاة امرأة فلسطينية مريضة في قطاع غزة صباح أمس السبت بسبب منعها من السفر لتلقي العلاج من جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وذكرت المصادر أن (لطيفة عطية محمد أبو شاويش البالغة من العمر 50 عاماً من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع توفيت من جراء تدهور حالتها بسبب معاناتها من مرض الفشل الكلوي وعدم تمكنها من السفر للعلاج في الخارج في ظل نقص الأدوية في قطاع غزة). وبوفاة هذه الفلسطينية يرتفع عدد المرضى المتوفين من جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ منتصف حزيران - يونيو من العام الماضي إلى 116 حالة.
وفي سياق آخر حذّر إبراهيم أبو النجا القيادي في حركة (فتح) من أن مؤامرة جديدة على منوال المؤامرة التي أنهت حياة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات محاصراً داخل مقاطعته في رام الله، يجري إعادتها الآن ضد الرئيس محمود عباس لإنهاء السلطة الفلسطينية. وقال أبو النجا العضو في المجلس الثوري لحركة (فتح): (إن المؤامرة التي كانت على ياسر عرفات من أجل إنهائه وإفشاله وإنهاء السلطة هي عينها تطل مجدداً من خلال الحصار وتضييق الخناق بلا مبرر لتثبت إسرائيل أن السلطة غير قادرة على إدارة الأمور ولتقول للرئيس محمود عباس أنت لست رئيساً). ونبّه القيادي الفتحاوي إلى أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل ومنظمات المجتمع الدولي تستمر في تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لإشاعة اليأس والإحباط لدى الفلسطينيين، قائلاً: (أحمّل إسرائيل والإدارة الأمريكية ومجلس الأمن مسؤولية ما ينتج عن فشل المفاوضات في الوصول إلى حلول ترضي الفلسطينيين وما تم الاتفاق عليه في المؤسسات الدولية؛ لأن سكوت هذه الأطراف يعني إيصال الفلسطينيين إلى مرحلة اليأس، ولا أحد يعرف أين تؤول الأمور بعد أن كان الفلسطينيون يؤكدون يومياً التزامهم بمقتضيات السلام).
وسبق أن حذر (د. صائب عريقات) كبير المفاوضين الفلسطينيين (الأسبوع الماضي) من أن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس قد تنهار في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل عام 2008م. وقال عريقات خلال لقاء مع الصحفيين: أقر بأن شعبية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة فتح تراجعت بسبب عدم إحراز تقدم في عملية السلام. وقال عريقات أيضا: (الناس في فلسطين مستاؤون ومتشائمون، واستياؤهم يفسر بعدم قدرتنا على الوفاء بما وعدناهم). واعتبر عريقات أن رفض إسرائيل تجميد الاستيطان أو رفع حواجز في الضفة الغربية ينسف مصداقية عباس لدى الفلسطينيين؛ لكونه غير قادر على إزالة الحواجز أو وقف الاستيطان اليهودي المستفحل في الأراضي المحتلة عام 1967م.