لم يمض وقت طويل على اغتيال الرئيس المناضل ياسر عرفات بدس سمٍّ تم نشره في جسمه عن طريق الطعام، أو جرعات الأدوية، أو بطريقة مركبة يجيدها العملاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم للمحتل الإسرائيلي.. لم يمض وقت طويل حتى بدأنا نلمس تكرار التجربة. وهذه المرة مع خليفة القائد ياسر عرفات، الرئيس محمود عباس، الذي بدأنا نلمس مخططاً إسرائيلياً أمريكياً لعزله عن شعبه وتقليص شعبيته، باتخاذ إسرائيل إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين دون معارضة من الدولة الضامنة للمسيرة السلمية، بل وتشجيعاً منها، ظناً من أن ذلك سيجبر الرئيس محمود عباس على الموافقة على طلباتهم التي تجرد الشعب الفلسطيني تدريجياً من حقوقهم، وهو ما لا يرضاه حتى أكثر المعتدلين هدوءاً.
وقد كشف مسؤول فلسطييني بارز خيوط هذا المخطط، إذ حذَّر إبراهيم أبو النجا (القيادي في حركة فتح) من أن مؤامرة جديدة على منوال المؤامرة التي أنهت حياة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات محاصراً داخل مقاطعته في رام الله.. يجري إعادتها الآن ضد الرئيس محمود عباس لإنهاء السلطة الفلسطينية.
وقال أبو النجا الذي يشغل عضواً في المجلس الثوري لحركة (فتح): (إن المؤامرة التي كانت على ياسر عرفات من أجل إنهائه وإفشاله وإنهاء السلطة، هي عينها المؤامرة تطل من جديد من خلال الحصار وتضييق الخناق بلا مبرر، لتثبت إسرائيل أن السلطة غير قادرة على إدارة الأمور، ولتقول للرئيس محمود عباس أنت لست رئيساً)..
ونبَّه القيادي الفتحاوي أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل ومنظمات المجتمع الدولي تستمر في تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني لإشاعة اليأس والإحباط لدى الفلسطينيين.
وسبق أن حذَّر د.صائب عريقات (كبير المفاوضين الفلسطينيين) الأسبوع الماضي من أن السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس قد تنهار في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل عام 2008م.
وقال عريقات خلال لقاء مع الصحافيين: أقر بأن شعبية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة فتح تراجعت بسبب عدم إحراز تقدم في عملية السلام.
وقال عريقات أيضاً: (الناس في فلسطين مستاؤون ومتشائمون، واستياؤهم يفسر بعدم قدرتنا على الوفاء بما وعدناهم)..
واعتبر عريقات أن رفض إسرائيل تجميد الاستيطان أو رفع حواجز في الضفة الغربية ينسف مصداقية عباس لدى الفلسطينيين، لكونه غير قادر على إزالة الحواجز أو وقف الاستيطان اليهودي المستفحل في الأراضي المحتلة عام 1967م.
jaser@al-jazirah.com.sa