يكاد يتفق الجميع (صورياً) على نبذ العنف والتعصب وتكريس الحرية .. ولكن ما إن تبدأ العجلة بالدوران حتى نشرع في الانحناء تدريجياً نحو (الأنا) حتى نصل إلى أقصى درجات التعصب (الحيادي) فلا يمكننا بعد ذلك الدوران أو (المراوغة) مهما بذلنا من جهد للمحافظة على تلك....
....الوضعية (النادرة) لنكون على الدوام في المنتصف (السريالي) فلا نميل إلى أي اتجاه سواء أوافق هوانا أم لا.
تصنيف قد يتلاءم استخدام هذه المفردة (الإقصائية) في التقسيم العلمي للكيانات (الغير حسية) أو بمعنى أدق للجمادات التي تتناسب وبنيتها (السيكلوجية) بعيداً عن المبالغة في (التصنيف) التي قد تخرجها من إطارها المضموني أو من مكوناتها الأساسية المرتبطة بها..
قد يكون ذلك ممكناً ومتاحاً داخل هذا الحقل وفي إطار هذا المضمار (الجمادي)، ولكنه مرفوض تماماً ولا يمكننا تطبيقه على المستوى البشري وبالتحديد فيما يخص التوجهات الفكرية المرتهنة بالنص العميق (المتمرد) الذي قد يمعن في تحديد مسار العقل تحديداً قد يصل في بعض مراحله إلى درجة التطابق الحرفي التام معه (الالتحام بين العقل والنص)، ومن الطبيعي بأن نصنف النص ولكننا لا نستطيع تصنيف العقل الذي صنف النص، لأنه قابل للتغيير على نقيض النص (الثابت)، فالفكر مزيج من المنطق واللاوعي الذي قد يتبدل ويتغير في أي لحظة ومن دون إنذار مسبق وقد يكون ذلك عن طريق أبسط الأحداث وأيسرها على الإطلاق فعلى أي أساس يكون التصنيف..؟!، كثير من المصطلحات نرددها ونتداولها باستمرار وبلا توقف لتتحول في بعض الأحايين إلى الزاد الذي تقتات منه مجالسنا من دون أن نفكر أو نتمعن في مضامين هذه (الأحكام..!)، (علماني، ليبرالي، سلفي، جامي...) تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان تجبر الناس على الولوج داخل تلك الصناديق التصنيفية الضيقة والمقيتة..؟!، التي قد نجبر أنفسنا على الدخول إليها من دون أن نشعر، حتى هذه التصنيفات (الذائعة) تقسمت مع الأسف الشديد إلى تصنيفات أخرى وأخرى.. لا حصر لها ولا يخفى على الكل تلك الهوة العميقة التي تتركها هذه التقسيمات -التي ينوي البعض تطبيقها علينا!-, فهي كالسرطان الذي لا يشفى من الاستئصال ولكنه يعود بقوة أكبر متى ما سنحت له الفرصة وبان له الضعف حتى ولو كان جزئياً ولا يمكن رؤيته بالعين المجردة، فيا تُرى من المسؤول عن تصنيف التصنيف داخل مجتمعنا..الجناية الكبرى التي لازلنا نجني ثمارها الفاسدة إلى اليوم.
Alfaisal411@hotmail.com