قليل من شعراء العرضة الجنوبية هم الذين حاولوا اصطياد مفردات جديدة على شعر العرضة وتوظيفها بشكل جيد وأقصد هنا المفردات التي تتناقلها الأفواه ولكنها من فئة السهل الممتنع، ولعل ثورة التكنولوجيا والتواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب كان له دور بارز في إمداد هؤلاء الشعراء بما يطمحون لاصطياده وخاصة عند أولئك الشعراء الشباب الذين حصلوا على درجة لا بأس بها من التعليم والمتحمسين لمثل هذا الخروج المشروع كأمثال بن حوقان وعبدالواحد اللذين أسهما وبشكل ملموس في هذا الخروج الموفق بكثير من القصائد الجميلة. يقول الشاعر عبدالواحد: |
كنت أغني معك حتى تغني طيور النورس معي |
وأنا وياك نتهامس ونضحك عل طير |
|
|
يمكن أسمع بعيني يمكن إنه يشق النور سمعي |
لكن المستحيل ابعينه إفهام الأرواح العجام |
|
مدد أسلاك الكهارب وعقدها عقايد |
قلت له لا عادك الله ياضي أعوقتنا |
فقال عبدالواحد رادا عليه: |
لا تعمق في حياة الشعوب وفي العقايد |
إلا رح والله معك لا تضيع وقتنا |
|
لي سنه يا لذيذ النوم والعين ما منك أرمشت |
الله يا همي اللي بين الأجفان والارماش مايت |
كنت أسلط عليك أنوار لكنها ما توضحك |
لي سنه من لذيذ النوم ما كحل العين ابكحالي.. |
يابسا دم قلبي في عروقي ونهر الدمع جاف |
وشقا عيني اللي دمعها ما يبل أهدابها |
وعدم ذكرى أمثلة لشعراء آخرين ليس دليلا على عدم اهتمامهم بهذا الجانب ولكن لقلة ما قالوه فيه. |
محمد بن حمدان المالكي |
|