الجزيرة- أحمد الحجيري - بندر الايداء
حجبت الاكتتابات خلال الأسابيع الماضية جزءاً كبيراً من السيولة المتداولة في سوق الأسهم المحلية، إلى أن بلغ إجمالي المنفذ اليومي ما قيمته 5 مليارات ريال، واستمرت الحركة اليومية أكثر من أسبوعين على التوالي، بالتحديد بعد الكشف عن تخصيص اسم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) التي بلغ عدد أسهمها المطروحة للاكتتاب 700 مليون سهم بقيمة 7 مليارات ريال، تلاها الاكتتاب في أسهم ثلاث شركات تأمين تتضمن بوباب العربية بعدد أسهم 16000000 سهم، بكلفة 160.000000 ريال، كذلك المتحدة للتأمين التعاوني ب8 ملايين سهم، بكلفة 80.000000 ريال، أيضاً إعادة وتبلغ 40.000000 سهم بمبلغ 400 مليون ريال، أي بإجمالي عدد أسهم بلغ 764 مليون سهم تصل قيمتها إلى 7.640 مليون ريال، كان لانعدامها الأثر الواضح على التعاملات اليومية؛ حيث لجأ الكثير إلى التصريف والبيع للتخلص من أسهم السوق والاتجاه إلى الاكتتاب، بالإضافة إلى الركود الحاصل في السوق نتيجة انتظار الآليات الجديدة مع التداولات الجديدة بعيداً عن المؤثرات الخارجية، حتى أصبح ينظر لعوامل الدعم من الجانب الأساسي بعيداً عن التحكيم الفني للحركة اليومية وحواجز المقاومة والدعم.
وينسب معظم المتداولين في السوق الضغط الأساسي على السيولة الذي أفقدها جزءاً كبيراً تجاوز نسبته 70% من حجم القيمة المتداولة اليومية التي بلغ متوسطها حدود 14 مليار ريال يومياً، إلى السواد الأعظم في السوق من المتعاملين؛ وذلك بكثرة الأسهم المطروحة في (زين) وتوقعهم الإيجابي لما ستضيفه للسوق بشكل عام وقطاع الاتصالات بشكل خاص؛ حيث سيصل عدد أسهم القطاع إلى 3.200 مليون سهم، مضافاً معها 2 مليار سهم لشركة الاتصالات السعودية و 500 مليون سهم تابعة لاتحاد الاتصالات (موبايلي)، وذلك قبل أن تعزل الأسهم المملوكة للدولة بالنسبة إلى أسهم الاتصالات السعودية، وكذلك النسب المحددة لمصلحة معاشات التقاعد، أي بما يعادل 80% من إجمالي عدد الأسهم المصدرة، كذلك اتحاد الاتصالات التي كانت موزعة 80% من رأس المال يمتلكها المؤسسون و 20% مطروحة للتداول. أما بالنسبة إلى الشركة الجديدة فقد كان الكشف محصوراً على حجم الإصدار الذي سوف يتم الاكتتاب فيه بالكامل، مع الإشارة إلى أن حجم رأس المال 14 ملياراً، ومقدار قيمة الأسهم المكتتب فيها 7 مليارات ريال، أي بما يعادل 50% من حجم رأس المال للتداول.
وفيما يتعلق بالسوق فسوف يكون الأثر واضحاً على النشاط اليومي، وقد تكون حركة السهم فيه ثقيلة المرونة، لا تقارن بمرونة الأسهم محصورة الحجم؛ ما يجعلها تأخذ مساراً أفقياً نوعاً ما خلال الأيام الأولى من حركتها. وبلا شك ستستقطب السيولة خارج السوق إلى الداخل حتى تحرك باقي أسهم الشركات بعد البيع والشراء، مع إمكانية تصدرها لقائمة النشاط اليومي بشكل يستمر لأسابيع.
أما حول أداء السهم فتوقع عدد من الخبراء والمحللين أن الكثير يترقبون حقيقة سعر السهم، فإذا كانت مرتفعة قد يتجاوب الإقبال على البيع، وفي حال العكس فسيحتفظ الأغلبية بها لاستثمار بعيد المدى، مع العلم أن هناك كشفاً عن سعر السهم في السوق الموازية أو السوق السوداء، حيث بلغ السعر 20 ريالاً أي بنسبة ارتفاع 100%، مبنياً على توقع أكبر للقيمة مع بدء التداول رسمياً.
ويتوقع المحلل الاقتصادي الدكتور فهد بن جمعة أن يسجل سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) سعرا مرتفعا نسبيا في أولى أيام تداوله مشيرا إلى عدة عوامل تعزز هذا الاحتمال، فبالنظر لتاريخ الشركة في 22 دولة حول العالم سنجد وجود الاستراتيجيات المدروسة التي تنتهجها الشركة وقد حققت نتائج رائعة في تلك المنافسات.
وأضاف: إن الإقبال الكبير على الاكتتاب في سهم الشركة يعكس مدى دراية المكتتبين بوضع الشركة من حيث قدرتها على المنافسة بإمكانياتها وخبراتها العالمية والذي ينعكس إيجابا على مستقبل الشركة على المدى المتوسط والبعيد واشار الجمعة إلى أن تزامن إدراج السهم للتداول مع إصدار مؤسسة النقد العربي السعودي لقرار تخفيض سعر (الفائدة العكسية) على العوائد البنكية (الريبو) سيكون دافعا لتوجيه جزء من الاستثمارات المتمركزة في الودائع البنكية إلى سهم الشركة باعتبار أن العائد الحقيقي للودائع البنكية لم يعد مجديا في ظل ارتفاعات معدلات التضخم.
وتابع: بالنظر للمعطيات سنرى مستقبلا جيدا لشركة زين في السوق السعودي من حيث حجم الفرصة الاستثمارية التي حصلت عليها الشركة وعمق الخبرات والإمكانيات لدى الشركة والتي اعتادت خوض الكثير من المنافسات في أسواق الاتصالات على الصعيد العالمي بنجاح الأمر الذي سيقود الكثيرين للاحتفاظ بالسهم وتكوين مراكز استثمارية بأسعار جيدة في الفترة الراهنة ولا اتوقع أن تكون كميات البيع كبيرة في بداية التداولات لتواجد العناصر الجذابة في سهم الشركة ولفت الجمعة إلى أن شركتي الاتصالات المدرجة في القطاع مسبقا وهما شركتا الاتصالات السعودية واتحاد اتصالات يتداول سهمها بأسعار تتجاوز الـ50 ريالا الأمر الذي سيساهم في قيادة سهم شركة زين إلى نفس الاسعار تقريباً.