حل نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني في المملكة في إطار جولته للمنطقة والتي شملت حتى الآن العراق، سلطنة عمان وأفغانستان.
وتشيني وجه مألوف في المملكة فالرجل زار المملكة عدة مرات منذ أن كان وزيراً للدفاع في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب، وهو مفاوض بارع دائما يسرب ما يريد تحقيقه قبل أن تطأ قدماه الأرض التي يزورها. وفي هذا السياق فإن الصحفيين والمسؤولين الذين يرافقون تشيني في جولته يوقنون أن المسؤول الأمريكي الكبير سيطلب من المملكة العربية السعودية تعاون الرياض مع واشنطن لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط بالحد من ارتفاع الأسعار.
عن هذه النقطة التي يقول جون هانا مستشار ديك تشيني لشؤون الأمن القومي بأنها قضية مركزية في اهتمامات السيد النائب.. والتي أخذت جانباً كبيراً من مباحثاته في الرياض، إذ إن هذه القضية واضحة جداً في المملكة العربية السعودية، وتشيني والأمريكيون يعلمون جيداً أن القيادة السعودية لها موقف ثابت ومبدئي منذ تعرض أسواق النفط إلى تقلبات سواء في الأسعار أو في الانتاج، فالمملكة دائما تعمل على الحفاظ على مصالح المستهلكين والمنتجين على حدٍ سواء، وهناك الكثير من المواقف التي اتخذتها المملكة في سبيل تحقيق هذا الهدف، وقدمت من أجل ذلك تضحيات جسام.
والآن بالنسبة لارتفاع أسعار النفط وتقلباتها، فإن هناك جملة أسباب للأمريكيين نصيب كبير منها، ومن أهمها هبوط قيمة الدولار فالمائة دولار أمريكي الذي تخطته أسعار برميل النفط في هذه الأيام تعادل قيمته قرابة 66 دولارا أمريكيا قبل عام فقط لانخفاض قيمة الدولار الأمريكي تجاه العملات العالمية الأخرى بنسبة 34% وبالتالي فإن سعر برميل النفط الآن هو أقل مما كان عليه قبل عام من حيث تحقيق إيرادات بيعه بعملة ضعيفة يعد الأمريكيون المسؤولون الرئيسون لضعفها بسبب تدهور اقتصادهم.
أما العامل الثاني فهو نمو الطلب العالمي على النفط خصوصاً في بلدان النمو الصناعي العالمي كالصين والهند وكوريا الجنوبية، وهذا ما أدى إلى ارتفاع الطلب، وبالتالي فإن الأسعار استجابة لزيادة الطلب فارتفعت.
هاتان المسألتان ليس للمملكة العربية السعودية يد فيها، ولا يمكن أن يطلب منها أن تكون ضحية لتدهور سعر عملة، أو زيادة الطلب العالمي على النفط، وعلى السيد النائب أن يهتم بإصلاح عملة بلاده التي أدى انخفاضها بالنسبة التي حصلت طوال الأشهر الماضية إلى حدوث كارثة على منتجي النفط ومستهلكيه معاً .
jaser@al-jazirah.com.sa