تعقد من حولنا العديد من المهرجانات المسرحية في الدول الخليجية والعربية ووصل تنظيم المهرجان المسرحي إلى صيغة احترافية لدى بعض الدول ما نطمح إليه دائما هو مستوى مميز من التنظيم ومن الرعاية الرسمية لمهرجاناتنا المسرحية! والتي كانت تكرر نفسها نفس الأجواء ونفس البدايات والنهايات والحضور وربما حتى نفس الجمهور الذي يتغير هو فقط التاريخ! الجميل في هذا المهرجان أنه حدد هوية واضحة له وهدف يريد أن يحققه على مستوى العروض وعلى مستوى الفعاليات الأخرى، والجميل أيضا أن يشرف مسرحيون كبار على تنظيم فعالياته بعضهم له تجربة جيدة في حضور المهرجانات المسرحية العربية ولديه تصور عما يجب أن يكون عليه المهرجان، الأخبار التي كان يتم تسريبها عن اللجنة المنظمة تؤكد حرصهم على التميز وهم يحشدون طاقاتهم وجهودهم لعمل شيء مختلف.

في هذا المهرجان تتيح لنا وزارة الثقافة والإعلام ولأول مرة ومنذ أكثر من ثلاثين سنة نمارس شيئاً جديداً، فلأول مرة نرسل الدعوات المسرحية بدلا من أن كنا نستقبلها هذا تغيير جذري ويستحق الإشادة كنا دائما ضيوفا على المهرجانات العربية والخليجية، الآن نحن نستضيف عددا من الشخصيات المؤثرة في المشهد المسرحي العربي مخرجين ونقادا وكتابا وممثلين ومسؤولين عن مؤسسات مسرحية ولعل الدورة القادمة لا تكتفي بذلك ربما ستضيف عروضاً مسرحية عربية ليأخذ هذا المهرجان طابعا إقليميا ولعل الفائدة الكبرى التي سنحققها من حضور هذه الرموز المسرحية العربية أن تتاح الفرصة لهم أن يشاهدوا عشرة عروض مسرحية سعودية غالباً لا يتاح لهم إلا مشاهدة عرض مسرحي في كل سنة مرة بعضها جيد وبعضها سيئ.. الكثيرون تحدثوا عن تفاوت مستوى العروض التي تمثلنا.. الآن سيتاح لهم مشاهدة مسرحيات قدمت من مختلف مناطق المملكة لعلها تعطي التي نريد عن المسرح السعودي.. حضور تلك الرموز المسرحية العربية من وجهة نظر خاصة هي من أبرز ما حققه المهرجان المسرح السعودي الرابع لأن تلك في حد ذاتها بداية تكوين (علاقات) مسرحية تعرف (الكائنات المهرجانية) في العالم العربي نتائجها!