قبل حوالي مئة عام (1333هـ) كتب الشيخ الإمام عبد الرحمن السعدي رسالة في الحث على اجتماع كلمة المسلمين وذم التفرق والاختلاف، وقيض الله لها من تولى تحقيقها ونشرها هذا العام، وطبعت على نفقة ابنته نورة وقدم لها الشيخ عبدالله بن عقيل حفظهما الله.
** في هذه الرسالة كتب أبو عبدالله - عليه رضوان الله -: (ومن رحمة الله بعباده أن جعل اختلاف هذه الأمة رحمة ليثيب المصيب ويعفو عن المخطئ واتفاقهم حجة ونجاة وعصمة).. (فلا يحل لمن يرى أحد القولين فيها أن ينكر على غيره على وجه القدح به، فإن هذا ظلم لا يجوز، بل وظيفة أهل العلم في مثل هذه المسائل الخلافية أن يبينوا ما يرون أنه الصحيح بحسب قدرتهم بالدليل الشرعي).. (وأن يردعوا من جعل هذا الخلاف سلماً للاختلاف لأنه بعيد عن الإنصاف).
** ضرب الشيخ أمثلة بالاختلاف حول طهارة الماء والصلاة في الثوب النجس ناسياً وصوم ليلة الثلاثين من شعبان في الغيم وأداء النوافل في أوقات النهي ونحوها.
** مثلت هذه إشكالات في زمنه، مثلما تمثّل قضايا أخرى معضلات لنا هذه الأيام؛ فإذا اقتنع فريق برأي سفّه غيره، وربما استعلى ثم استعدى عليه، مع أن لكلٍ شواهدَه المعتمدة.
** في كل قراءة جديدة للشيخ الإمام نكتشف كم نحن بحاجةٍ إلى أمثاله ممن رزقوا العلم والحكمة والسماحة والتيسير وسعة الأفق، ولا يزال - بعد ثلاثة وخمسين عاماً من وفاته - يؤكد أن الانفتاح يناسب كل الأزمنة.
* التشدد يحملُ نهايته.
Ibrturkia@hotmail.com