إبراهيم بن عبدالله المرزوقي - رحمه الله - من شعراء عنيزة المعروفين وله قصائد كثيرة ومتنوعة وهو صاحب القصيدة التي أوردها الأستاذ عبدالله بن خميس في كتابه أهازيج الحرب التي قالها في إحدى المعارك الحربية التي مطلعها |
يا سحابٍ من عنيزة تزلزل بالرعود |
مدلهم بالغضب والمنايا في سناه |
ناشي بمسطر الغوش ورهاف الحدود |
والسلايل والأصايل وابو تركي حداه |
سافر إلى الغربية شأنه شأن الكثير من العقيلات الذين سافروا وتنقلوا بين الشام ومصر والعراق لطلب الرزق توفي- رحمه الله- في منتصف الاربعينيات الهجرية. |
كان جالساً ذات مساء مع أشقائه صالح وعبدالكريم في مجلس شقيقهم حمد الذي استوطن مصر، ويملك اسطبلا للخيول في المطرية إحدى ضواحي القاهرة، وكان معهم في المجلس مجموعة من أبناء عقيل المقيمين هناك، حيث يقيم الأكثرية من عقيل في المطرية، وكانوا يتسامرون كعادتهم، وكان الحديث يدور حول سباق الخيل الذي سيقام في الغد، وما هي الخيول المرشحة للفوز فكان بعضهم يرشح الحصان المسمى (رشيد) وآخر يرشح الحصان (مفيد) وحينما ورد اسم الحصان (بندر) وهو من اسطبل المرزوقي لم يرشحه أحد من الحضور حيث قال أحد الحضور وهو من أهل بريدة ويدعى جار الله الخيشه أن (بندر) متردد وأنه يراوي حينما يتقدم إلى النمرة، وأضاف سعود العبد الهادي وهو من أهل عنيزة أن (بندر) يشبه البشت الحساوي وقال آخر: إنه خنوب وبعد أن انفض المجلس قال إبراهيم المرزوقي هذه القصيدة على لسان الحصان (بندر) |
أنا بندر أنا السبع الخلاوي |
أنا اللي يمتنيني كل غاوي |
أنا ون عدت الخيل الكبار |
فأنا أولهن كما فرخ النداوي |
تراني سيد كل المسرجات |
ولو حطوا بهن جرسان ماوي |
أنا بندر أنا فهد الزراج |
أنا فكاك عسرات الملاوي |
أنا اللي تصرف الشيكات مني |
ويكسب من لعبني بالبراوي |
ونا أسمع قولهم بندر خنوب |
وعلى قلبي يرصون المكاوي |
ونا أسمع يوج جار الله يقول |
ترى بندر عن النمرة يراوي |
ونا أسمع قولهم يكسب رشيد |
ونا الحاكم وهو عندي فداوي |
وهرج نسمعه جا من سعود |
يقول اني كما البشت الحساوي |
ولا تنفع دباعين العلوم |
وهرجٍ بالمجالس والقهاوي |
ترى الميعاد لا جن السروج |
من الميزان والوزن متساوي |
وهزو صرعهن عند الدخول |
تقابلني على الميدان هاوي |
الى اومن كنهن فرق الحمام |
وقام السوط يضرب بالكلاوي |
حرامٍ ماخل البكس النظيف |
بخدمة سايسٍ للخيل ياوي |
لما اكسب من رشيد ومن مفيد |
وجي قدامهن كالنجم داوي |
وأبيكم تذكرون الله جميع |
كفان الله من شر البلاوي |
وله - رحمه الله - أشعار كثيرة في هذا الجانب وقفشات نقتطف بعضاً منها: |
ففي أحد الأيام كان واقفاً أمام الاسطبل فلاحظ ان الحصان المسمى (مشمش) مطأطئا رأسه ويبدو حزينا، وهذا الحصان أحد الخيول التي يقوم شقيقه حمد بتضميرها حيث يملك شهرة في تضمير خيول السباق وهذا الحصان لشخص من الباشوات يدعى (عزيز بيه الدرع) والذي كان واقفاً أمام الاسطبل في تلك اللحظة، وبعد أن غادر البيه المكان عمل إبراهيم هذه المحاورة بينه وبين الحصان. |
|
وراك يا مشمش على البيه زعلان |
وراك من كثر الزعل تسهر الليل |
|
البيه خلاني خنوبٍ وكسلان |
يقول مشمش ما يجي باول الخيل |
|
تراك عمدة خيلنا يا عبيان |
لاشك سامح واترك القول والقيل |
وكانت المراهنات في ميادين السباق حاضرة دائماً، ومن ضمن السباقات سباق الطوالي وهو الذي يكسب فيه الحصان الذي حصل على المركز الأول فقط في ذلك يقول: |
خير اللي يلعب الطوالي |
بالدراهم يلعب الزرنوقي |
كان هزو صرعهن بالتالي |
لا تخاف إلا من المرزوقي |
وكان لعبدالله المرزوقي وهو ابن الشاعر حصان يسمى عريسا، وكان يحقق نتائج إيجابية حيث حل في المركز الثاني في تجربة ميدانية فقال عبدالله لوالده لماذا لم تمدح عريسا فقال: |
عريس يا سيد المهار المشاكيل |
تسلم يمنيك يوم خشيت كنجي |
والدور الآخر تضرب الخيل بالميل |
عساك من سو المخاليق تنجي |
ون طالعو فوق الدرج بالدرابيل |
قالوا عريسٍ قادهن جا برنجي |
ولعقيل تاريخ حافل بالعطاء والصبر والتضحية حيث لعبوا دوراً بارزاً في تلك الحقبة الزمنية بيد أن هذا التاريخ لم يكتب بعد. |
صالح بن عبدالكريم المرزوقي |
|