بعض الشعراء يتعب في نظم القصيدة وإن كانت تخرج أحياناً بأبهى حلة، والبعض أعطاه الله موهبة وقدرة عجيبة في نظم الشعر سواء أكان ذلك فصيحاً أم شعبياً، وسرعة بديهة بحيث يستطيع أن ينظم قصيدة في وقت يسير يقدر بدقائق محدودة، فبمجرد أن يفكر في النظم تتسلسل لديه الأفكار وتتوارد، وتنساق له القافية حتى ولو كانت في بعض الأحيان صعبة، والكلمات التي يريد، وتكتمل عنده مقومات القصيدة، فمنذ أن يبدأ حتى ينتهي وكل شيء على ما يرام وتحقق له ما يريد، واكتملت لؤلؤته التي وردت فكرتها، ثم تكونت أبياتها، ثم ولدت بأبهى وأجمل حلة، قصيدة في قمة روعتها، وهذا دون أدنى شك يحدث من كبار الشعراء بمختلف أعمارهم الذين أعطاهم خالقهم القدرة على حبك وسبك القصائد دون تكلف وتعب، وبمدة وجيزة.
ومن كانت هذه صفاته فهو شاعر كبير وخبير في نظم المليح من الكلام، ويعتبر كنز من كنوز الأدب بنوعيه.
ولهؤلاء نقول هنيئاً لكم بما رزقكم مولاكم، وبه حباكم، وكل ما نريده منكم ونتمناه أن تستغلوا هذه القدرة والموهبة الفذة بتقديم ما أنتجت أفكاركم بصورة مشرفة، وبما يخدم الأدب ويكون نافعاً لكم ولمجتمعكم، ولكل عشاق الشعر، ولا تبخلوا علينا بذلك، ونحن بانتظاركم، وانتظار كل جديد، وندعو لكم بالمزيد، والعمر المديد في طاعة رب العبيد وكل ما تقدمونه من جميل في صالحكم وصالح الأدب ومحبيه أيها الأفذاذ.
صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس
abuabdulh58@hotmail.com