حمود بن فهد بن رزنه الذي انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة الماضي الموافق 7-3-1429 ه بعد مرض لم يمهله طويلا حيث لم نعرف عن مرضه إلا بخبر وفاته حينما وردت لي رسالة من جواله تقول (لقد انتقل إلى رحمة الله حمود بن فهد بن رزنه) نعم؟ جواله يخبر بوفاته، لقد عرفته من سنتين فقط حينما زاملته في عضوية المجلس المحلي لمحافظة ثادق والمحمل وبصفته مدير فرع المياه بالمحافظة.
هذه المدة البسيطة لهذا التعارف أعطتني انطباعاً عن دماثة أخلاقه، رجل بسيط ومتواضع بشوش الوجه ضاحك المحيا منبسط الجبين يقابلك بالابتسامة وكأنك تعرفه منذ عشرات السنين هذا التواضع تراه حينما تزور فرع وزارة المياه بثادق تراه من أول من يقابلك وكأنه موظف عادي هاش باش في وجوه المراجعين، أيضاً تجد كرم الضيافة وكأنه في بيته، ينطبق عليه قول الشاعر:
تراه إذا ما جئته متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائله
سبحان الله.. كثير من الناس لا تعرف عن محبة الناس لهم إلا عند وفاتهم، فقد شاركت في تشييع جثمانه وشاهدت الجموع الغفيرة التي ضاق بها مسجد العمدة بمحافظة ثادق من مواطني المحافظة والمراكز التابعة لها، وإذا بتلك الجموع تتحرك لمصاحبة جثمانه لمثواه الأخير، فتزدحم المقبرة والشوارع المحيطة بها بالمشيعين من جميع المستويات، وبعد الدفن رأيت الناس حلقات حول قبره رافعين أكفهم لغافر الزلات ومجيب الدعوات وعيونهم تذرف بالدموع مترحمين على هذا الإنسان بأن يغفر الله له جميع خطاياه، ومن منا ليس له خطايا وزلات، لا إله إلا الله كم تأثر هؤلاء المشيعين بفراق هذا الرجل نعم، لابد أنهم عرفوا أعماله وأخلاقه وتعامله مع الناس وكما في الأثر: (الناس شهود الله في أرضه) إنه رجل يحب الخير ويعمل من أجله، غفر الله لك يا أبا فهد وأسبغ عليك شآبيب رحمته، وجبر مصيبة والداتك وزوجتك وأولادك وأقاربك وزملائك ومحبيك وقد رأيت أبنائه في المقبرة وهم رجال راضين بقضاء الله وقدره وسوف يكملون مشوار والدهم في البر بوالدته جبر الله مصيبتها ووالدتهم وإخوانهم.