رثاء في أختي الغالية (حصة) رحمها الله |
غائبٌ حاضرٌ بعيدٌ قريبٌ |
ليسَ ينساهُ خَافِقي مَا بقيتُ |
خَطَفَتْه يَدُ المَنُونِ بِبَرْلينٍ |
وما كانَ نحوها يَسْتَميتُ |
قدَّر اللهُ أن يعزَ لقاها |
والمُلمَّاتُ شَأنُها التَّشْتِيتُ |
لمْ تكنْ ترغبُ المسيرَ إليها |
إنما هَادُمُ اللذيذِ مُبيتُ |
هُوَ غيبٌ مغيّبٌ عن رؤانا |
فلذا العزمُ طبُّه التثبيتُ |
مرَّ أُسبوعٌ والضَّريحُ مُعَدٌ |
فإلى جَنَّةِ النَّعيمِ المبَيتُ |
حُبُّها للجميعِ أورثَ حُباً |
وهيَ للعطفِ مؤل لا يفوتُ |
ما أجلَّ المصاب حينَ توارتْ |
رَحَلَ الوِدُّ والصَّفا والقُنُوتُ |
أمْضَتِ العُمرَ في سَلامٍ وبرٍّ |
ومَعَ الله ما اعْتراها عُنُوتُ |
أُمَّ عبدالرحمن مازلتِ فينا |
لكِ منّا إجْلاَلُنَا والثُبوتُ |
عهْدنا لَن نمسّهُ لفُرَاقٍ |
ساكنُ الذهنِ حاضرٌ لا يموتُ |
نلتِ ما نلتِ من أسىً واحتراقٍ |
ذاك أجرٌ جزاؤه موقوتُ |
رحمَ الله مَن لها الطُّهرُ كاسٍ |
ولا السَّمتُ نزعةً ونَهيتُ |
يغفرُ الله للحبيبةِ أختي |
والجِنَانُ العراضُ فيها المبيتُ |
كلنا سائرٌ ولا حَيُّ يبقىَ |
سنةُ الخالقِ الفناَ والخفوتُ |
|