جدة - خالد الصبياني - خليل حدادي

توفي يوم أمس أسفل جسر الخير بجدة الطفل هارون البالغ من العمر ثماني سنوات؛ حيث يعتبر الحالة السابعة، وهو من الجنسية النيجيرية الذي يتوفى خلال هذا العام في الموقع نفسه الذي يتجمع فيه مئات الأفارقة الذين اتخذوا من جسر الخير مكاناً للسكن والعيش بغية إيجادهم وسيلة لترحيلهم إلى بلادهم لا تكلفهم أي مبالغ مالية حسب ما ذكرت والدته والمجموعة الموجودة هناك.

وقالت والدته ل(الجزيرة): بعد تعرض ابني هارون لارتفاع في درجة الحرارة من جراء لدغات البعوض الذي ينتشر في كل مكان هنا، وعدم تمكني من الذهاب به إلى المستشفى، إضافة إلى عدم وجود المال تدهورت صحته، وها أنت تراه أمامك جثه هامدة.

ويضع هؤلاء الأفارقة المخالفون السلطات السعودية أمام موقف حرج تجاه ما يتسبب فيه تراكمهم من مشاكل أمنية وصحية واجتماعية، خصوصاً منهم الذين يتخلفون من مواسم الحج والعمرة كل عام، حيث يعمد العديد من هؤلاء الذين ينتمون إلى العديد من الجنسيات إلى التخلف بعد موسم العمرة لأسباب متعددة، يأتي في مقدمتها رغبتهم في العمل وتحصيل عائد مالي ومن ثم تسليم أنفسهم ليتم ترحيلهم إلى بلادهم بعد أن مكث بعضهم ما يزيد على العام أو العامين بطريقة مخالفة لأنظمة الدولة السعودية. ويعمد هؤلاء إلى إيجاد مكان مشابه لموقع جسر الخير، حيث يتجمعون بالمئات رغبة منهم في لفت الأنظار إليهم ليتم ترحيلهم.

من جهتها وفي العديد من الحالات السابقة دأبت السلطات السعودية ممثلة في الإدارة العامة للجوازات على التأكيد بضرورة تطبيق القوانين التي سنتها الدولة على كل مخالف، والتي تفرض أيضاً إضافة إلى العقوبات المالية والغرامات ضرورة أن يتم ترحيل الشخص على نفقته الخاصة أو تتكفل به دولته. ولكن أمام الضغوطات التي يمارسها هؤلاء عبر بقائهم في العراء، إضافة إلى تنصل أغلب قنصليات الدول التي يتبعونها وتباطئهم دائماً ما تضطر السلطات السعودية إلى المبادرة بترحيل هؤلاء المخالفين، وذلك بعد فرزهم والتحري عنهم؛ خوفاً من وجود محاذير أمنية تجاههم، وكان من ذلك ترحيل ما يزيد على 31 ألف متخلف في العام المنصرم على دفعة واحدة.

ويطالب الكثير منهم بتدخل حقوق الإنسان السعودية في حل مشكلتهم مع القنصليات بجدة وتوفير المكان المناسب لهم، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية بذلك.