شخصان يعملان وقد يكون أحدهما أجد في العمل من الآخر ويُريدان أن تُسجَّل إنجازاتهما ليسعدا بها أمام الجميع، يعرفان أن إنجازاتهما لن تسجل لهما!!! ومع ذلك لم يُحرّكا ساكناً؟! ولو قمتَ بمخاطبة أحدهما قائلاً: أنت تعمل ولا يسجل إنجازك لطأطأ رأسه ثم واصل عمله غير مبالٍ بما قلت! وقد يبتسم في وجهك ابتسامة صفراء ثم يُحاول تغيير حديثك!، هما يعيشان بين أظهرنا وقد يكون أحدهما أو كلاهما يقرآن كلامي، إنهما: المتهاجِران، يعملان لطاعة الله، وقد يكون أحدهما أكثر تقرباً لله، يعملان لأجل أن يدخلا الجنة، ويريدان أن يُسرَّان عندما يرون صحيفتيهما، فيسعدا حتماً أمام كل البشر في ذلك اليوم المَهيب. لكن للأسف هما يعرفان الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول: (تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يُشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا يعني معلقة أعمالهما بين السماء والأرض، ويعرفان أن الهجر فوق ثلاث لا يجوز قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام). وكم نسمع من أخوة سواءً في النسب أو في الدين لا يكلم أحدهما الآخر وقد يصل إلى أسابيع وشهور وسنوات عدَّة! وأكثرها على حطام الدنيا الفانية!. وبعضاً منها بالإمكان حله لكن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. فيا أيها المتهاجِرَين لا يغرنكما كثرة المتهاجرِين فكلٌ سيُحاسب بمفرده، وهل يسعدكما أن أعمالكما حتى هذه اللحظة معلّقة ولا يتم رفعها حتى تصطلحا! تمعّناً في خطورة الأمر، وكيف يطيب لكما حال؟ وأنتما تعلمان ذلك! كيف؟! نصيحة قبل الندم أيها الهاجر لأخيه المسلم راجع نفسك الآن وتأكد أن الشيطان سوف يُزيِّن لك الهجر وتأخذك العزة بالإثم وتتمادى في الهجران، ثم تنبّه إن كان المهجور من ذوي الرحم فإنه كبيرة، وأنت تعرف عظم ذنب قطيعة الرحم وهي التي يقول عنها الحبيب صلوات الله وسلامه عليه الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله (وقال عليه الصلاة والسلام) لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم فاجتمع عليك ذنبان ذنب الهجر وذنب القطيعة فتنبّه. وتذكّر دائماً من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (انظروا هذين حتى يصطلحا) فصالح أخاك الآن، وقد تقول أخشى ألا يستجيب، ولكن يكفي أنها خطوة يؤجرك الله عليها وتبرأ إلى الله بها ثم تكون بعدها قد خرجتَ من الهجرة، فعجِّل قبل فوات الآوان.
جليس الساحه
jalees55@hotmail.com