كل المخلوقات تحب هذه الكلمة، الكل يحب أن عيش حراً فيما يقول ويفعل، فيما يقدم أو يؤخر، فيما يأخذ أو يترك، بلا قيود أو أنظمة.
الحرية كلمة رائعة وعظيمة في نفس الوقت.
والمجتمعات فيها طرفان، فمنهم الغالي في تطبيقها والعمل بها، وهو المجتمع الغربي بأطيافه، فأرادوا الحرية المطلقة من غير قيد أو شرط، إلا أنظمة وضعوها، ودساتير صنعوها، وإن صادموا بذلك ما صادموا، وإن انتشرت الرذيلة وقتلت الفضيلة.
والطرف الآخر كبتوا الحريات، وسجنوا الآراء والأفكار، فأرادوا أن يعيش المرء حيث أرادوا هم لا حيث أراد هو!!
ما أسوأ أن يعيش الواحد تحت وطأة القيود والأغلال، ولعل قيد اليد وسجن البدن، أهون من قيد المشاعر والآراء، اتركوا الناس يعيشوا حيث أحبوا، لا حيث أحببتم.
من الجريمة حقاً أن نتدخل في شؤون الآخرين في حياتهم، مسكنهم، أموالهم، زوجاتهم، سيارتهم، أصدقائهم وهلم جرّا..
غريب جداً شأن بعض الأشخاص الذين يعيشون معنا، لم يكتفوا بالتطفل والإشراف، بل جعلوا لهم الوصاية على غيرهم.
لقد رأيت من يقول لأحد الناس: لماذا فلان تزوج بفلانة؟!!، لماذا يسكن فلان في الحي الفلاني؟!! لماذا اقتنى هذه السيارة لو اختار غيرها.. الخ.
بل رأيت رجلاً ينهر آخر ويقول: لماذا لا تحضر للقهوة الفلانية (يعني المجلس الفلاني)، لماذا لا نراك هناك، وأنا أعرفهما فليس لذلك الرجل حق على صاحبه حتى يكلمه بهذه الطريقة.
ما أحسن أن يعطي الوالد أولاده فرصة كي يعبروا عما في أنفسهم، وما أجود أن يترك المعلم طالبه يتحرر بعض الشيء في تصرفاته، وقل هذا لكل مسؤول، فكيف بغيره!!
اتركوا الناس يحيوا ويتحرروا من رق التسلط والمتابعة، أن يعيشوا بسعادة بلا قيود أو ضغوط.
أن يعبروا عما بأنفسهم، دعوهم وما يفعلون، وأبغض الناس للناس، هم من استعبدوهم وهم أحرار، وأفضل من كل ما تقدم - عليه الصلاة والسلام: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). إلى اللقاء..
* المجمعة