يجدر للمعبر مع ما معه من القرآن الكريم أن يكون مطلعاً على ما في السنة النبوية من دلالات لتعبير الرؤى المنامية، قال الإمام البغوي -رحمه الله- كما في (شرح السنة: 12-221): (وأما التأويل بدلالة الحديث كالغراب يعبر: بالرجل الفاسق لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سماه فاسقاً، والفأرة تعبر: بالمرأة الفاسقة لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- سماها فويسقة، والضلع يعبر: بالمرأة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن المرأة خلقت من ضلع أعوج)، والقوارير تعبر: بالنساء لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أنجشه رويدك سوقاً بالقوارير).أ.هـ.
والقميص في المنام يدل على: الدين كما ورد بالسنة النبوية، قال ابن حجر: (وجه تعبير القميص بالدين أن القميص يستر العورة في الدنيا، والدين يسترها في الآخرة ويحجبها عن كل مكروه، والأصل قوله تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌَ}، والعرب تكني عن الفضل والعفاف بالقميص... واتفق أهل التعبير على أن القميص يعبر بالدين، وأن طوله يدل على بقاء آثار صاحبه من بعده، وفي الحديث أن أهل الدين يتفاضلون في الدين بالقلة والكثرة والضعف، وهذا من أمثلة ما يحمد في المنام ويذم في اليقظة، أعني جر القميص لما ثبت من الوعيد في تطويله). (فتح الباري: 12-396).
والقيد في المنام ثبات في الدين لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (وأحب القيد، وأكره الغل، والقيد ثبات في الدين). رواه البخاري ومسلم. قال النووي: (قال العلماء: إنما أحب القيد لأنه في الرجلين، وهو كف عن المعاصي والشرور وأنواع الباطل، وأما الغل فموضعه في العنق وهو صفة أهل النار قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً} وقال تعالى: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}. أ.هـ) (شرح صحيح مسلم: 12-22-23).
واللبن يدل في المنام على العلم والفطرة كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في رؤيته لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ولذلك أمثلة كثيرة جداً يصعب حصرها بمقال أو بمقالين فنكتفي بالإشارة بما ذكرنا من الأدلة الواضحة أن السنة النبوية دالة على طرق للتعبير والتأويل.
***
وقفة: (يحضر طابور الصباح ثم يعود):
رأى أحدهم أنه يذهب إلى المدرسة ويحضر للطابور الصباحي ثم يعود للبيت. فقيل له: أنت حاصل على الشهادة الثانوية وقريباً تلتحق بالعسكرية. فوقع ما قيل.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244