تأمل أخي الحبيب في الحديث الذي رواه ابن ماجة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته) وقد صححه الألباني وبمعناه عند الترمذي بلفظ عن ابن عمر قال: صعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: (يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يُفضِ الإيمان إلى قلبه لا تُؤذُوا المُسلِمين ولا تُعَيِّرُوهم ولا تتبعوا عَوْراتهم فإنه من تتبعَ عَوْرة أخيهِ المُسْلِم تَتَبَع الله عَوْرَتهُ ومَنْ تَتَبَع الله عَوْرَتهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ في جَوْفِ رَحْلِهِ قال وَنَظَر ابن عُمَرَ يوماً إلى البَيْتِ أو إلى الكَعْبَة فقال: ما أعْظَمك وأعْظَم حُرْمَتكِ والمُؤْمِنُ أعظم حُرمة عند الله منك) والحديث قال ابن القيم: (لذلك ومثله كان الجزاءُ مُماثلا للعمل من جنسه في الخيرِ والشر) ويطبق هذا في مواضع كثيرة، ومنها ما نراه في حوادث السيارات فنرى أولاً تجمعاً جماهيرياً كبيراً عند الحادث الصغير أو الكبير وليتهم يساعدون بل يضيقون على الجهات المختصة ويعيقون السير.
وقد يتسبب منه حوادث أخرى، ثانياً وهذا من شدة العجب وقسوة القلب أن يقوم بعضهم بتصوير الأموات أو المصابين خاصة النساء إذا تكشفت ويفرح بمثل هذه الصورة وينشرها إلى غيره .
وقد تنشر أيضا بعد زمن في الإنترنت أو غيره على أنها صور خليعة لفلانة أو غيرها والعياذ بالله من ذلك كله فهل تأمل من يفعل ذلك وهو في الغالب مسلم فهل تأمل من يفعل ذلك هذا الحديث الذي يدل على التحريم الشديد بل وفيه تهديد ووعيد أن الله يبتليه في نفسه أو أهله ومن تتبع الله عورته فضحه في الدنيا أو في الآخرة والآخرة أشد وأبقى، نسأل الله أن يحفظ عوراتنا وأن يبعد عنا السوء وأهله.
* تبوك