سوكوتو - فاروق عمر وايستيل شيربون - رويترز
امتداد فسيح مسطح من الأنقاض هو كل ما تبقى من مجمع اعتاد الشيعة التجمع فيه للمشاركة في اجتماعاتهم في وسط سوكوتو وهي مدينة مسلمة تاريخية تقع في أقصى شمال غرب نيجيريا. حيث فر كثير من السكان الشيعة عندما دمرت قوات الأمن مجمع مبانٍ في العام الماضي أثناء حملة صارمة ضد الشيعة بعد اغتيال رجل دين سني في مسجد قريب. لكن رحيلهم لم يبدد الغضب بين السنة. ويكشف هذا الحادث التوترات التي تستعر في مدينة لها أهمية كبيرة لمسلمي نيجيريا الذين يقدر عددهم بنحو 70 مليون نسمة معظمهم من السنة لأنها مسقط رأس سلطان سوكوتو زعيمهم الروحي.
ولم يكن التشيع معروفاً في نيجيريا حتى أوائل الثمانينات عندما قام إبراهيم زكزاكي المسلم الراديكالي الذي عززته الثورة الإيرانية بحملة من أجل إقامة حكومة إسلامية والتزام أكثر صرامة بأحكام الشريعة.
وكانت الديانة الشخصية لزكزاكي مزيجاً انتقائياً من الأفكار السنية والشيعية لكن كثيرين من اتباعه كانوا يعرفون أنفسهم على أنهم شيعة. وبالنسبة للسنة في سوكوتو كان هؤلاء الأتباع يمثلون خطراً على هيكل المؤسسة الدينية. وتم اعتقال نحو 100 شيعي في سوكوتو بعد اغتيال رجل الدين في يوليو تموز الماضي وما زال معظمهم رهن الاعتقال في عدد من الاتهامات. وأثارت أنباء عن أن اثنين منهم أفرج عنهما بكفالة في وقت سابق هذا الشهر غضباً عارماً بين السنة حتى أن الحكومة نشرت قوات من الجيش وشرطة مكافحة الشغب لمنع اندلاع أعمال عنف. وتشهد نيجيريا وهي أكبر دول افريقيا من حيث تعداد السكان موجات عنف بسبب المزيج المتفجر من الجماعات العرقية المختلفة والخصومات الدينية.
وأدى القتال بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة الى مقتل الآلاف في بلد منقسم بين شمال يغلب على سكانه المسلمون وجنوب يغلب المسيحيون على سكانه. وهذا المزيج المعقد يظهر بوضوح في سوكوتو حيث الانقسام بين السنة والشيعة أكثر من كونه انقساماً دينياً. وسلطان سوكوتو هو وريث عثمان دان فوديو وهو من علماء الدين ومحارب شن حرب جهاد من سوكوتو في أوائل القرن التاسع عشر ووحد مساحات كبيرة مما أصبح الآن شمال نيجيريا تحت راية الإسلام وقام بتعزيز الإسلام في غرب إفريقيا. ويقول بعض الشيعة إن السلطنة الحديثة والسلطات السياسية في سوكوتو انحرفت عن الطريق الذي رسمه دان فوديو. ويشعر كثير من الشيعة بخيبة أمل من السلطان والأمراء الذين يعتمدون في سلطتهم على تأييد سياسيين يشعرون أنهم تخلوا عن الحماس الإسلامي التقليدي. وهذا الإحساس بخيبة الأمل من النخبة الحاكمة في سوكوتو يفسر جاذبية زكزاكي.