لا أدري لماذا ترتفع وتيرة أصوات البعض عندما يلتقي الحزم على ملعبه (وهذا من حقه طبعاً) مع أحد الأندية الكبار وبالأخص الهلال والنصر ترتفع وتيرتهم مطالبين بنقل اللقاء إلى بريدة ليقطع الحزم ومعه جماهيره الوفية بدون ذنب أكثر من مائتين كم ذهاباً وعودة.. حقيقة تمتلكني الدهشة إلى حد العجب أيضاً من هذا التوجه لدى هؤلاء (البعض) الذين نصبوا أنفسهم لهذه الأندية وكان الحزم وهو النادي الجماهيري العريق بالمنطقة هو النادي الوحيد الذي يلاقي الأندية الكبار على ملعبه متناسين هؤلاء نادي نجران ومن قبله أندية النجمة والشعلة التي تلاعب الأندية الكبار على ملاعبها.. مطالبة فعلاً عجيبة وكأن ساحة ملعب الحزم ساحة للوغى.
ليعلم هؤلاء الذين حشروا أنفسهم فيما لا يعنيهم أن الحزم غني برجاله وجماهيره وناسه الحريصين على كل حقوقه بما فيها حقه المشروع اللعب على ملعبه أسوة بغيره من أندية الوطن أما أن يأتي من يأتي بمثل هذا النوع من المطالبات الخارجة عن النص والتي ربما لها أهداف بعيدة عن صالح الجميع فهذا هو المطلب غير المقبول والمرفوض من أساسه فنحن ولله الحمد والمنة في بلاد آمنة ولدينا الأجهزة الأمنية المختصة القادرة على فرض النظام وقبل هذا وذاك لدينا جماهير ذواقة لديها الوعي والإدراك الذي يتجاوز مثل هذه الافتراضات والأوهام الساذجة لهؤلاء.. ما يؤسف له حقاً أن مثل هذه المطالب توحي للقارئ البعيد عن أرض الواقع أن لقاءاتنا الرياضية كأنها ساحات للنزاع وليست لقاءات رياضية تنافسية شريفة تفرض المتعة للمشاهد ليقول الجميع بعد نهاية اللقاء للفائز مبروك وللخاسر هاردلك.
أتمنى أن يعي البعض الدور الهادف للرياضة وأنها ساحات للعطاء والإبداع الكروي وقبل هذا وذاك لقاءات التنافس الرياضي الشريف وعليهم أيضاً أن يدركوا أن لكل نادٍ أياً كان أقول له الحق أن يلعب على أرضه وبين جماهيره.. ما يثلج الصدر فعلاً هو أن قيادتنا الرياضية برموزها حريصة كل الحرص على أن ينال كل نادٍ حقوقه كاملة وبدون نقصان وما الأمر الكريم الذي وجه به صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب والمتمثل في إنشاء مدرجات إضافية في ملعب الحزم مؤخراً ما هو إلا مؤشر جميل لحرص القيادة الرياضية ممثلة بسموه الكريم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل على تهيئة الأجواء المناسبة كافة لرياضة وطنية تسودها الألفة والمحبة والتنافس الرياضي الشريف.
تحية للحزم الكيان الذي أثبت أنه فرس الرهان وأن الوصول للقمة ربما يكون سهلاً لكن البقاء تحت الضوء هو الأصعب.
والتحية أيضاً لابن الرس البار ربان الحزم الماهر رئيس هيئة أعضاء الشرف الأستاذ خالد البلطان الذي مهما قلت فلن أوفيه حقه فأبا الوليد قال: إن الحزم صعد ليبقى وها هو الحزم باقٍ وباقٍ وباقٍ.
محمد الخربوش - الرس