الجزيرة - عبدالله الحصان
قال الأستاذ صالح بن محمد الشهري مدير عام المركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة الرئيس التنفيذي لبرنامج المملكة الوطني لدراسات وأبحاث فيزياء السحب.
إن هذا برنامج استمطار السحب والذي يأتي في مرحلته الرابعة بمنطقة الرياض يأتي من منطلق الاهتمام الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد حفظهما الله وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة ورئيس اللجنة العليا لبرنامج المملكة الوطني للاستمطار وكذلك بمتابعة واهتمام دائم من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة والمشرف العام على برنامج المملكة الوطني للاستمطار وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي عضو اللجنة العليا لبرنامج المملكة الوطني للاستمطار وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء عضو اللجنة العليا لبرنامج المملكة الوطني للاستمطار وذلك في ظل الرغبة لإيجاد الحل لمعالجة مشاكل النقص في المياه، واستشعاراً لتلك الأهمية، بدأت المملكة فعلاً باتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة للحد من الآثار السلبية لهذه المشكلة، فبالإضافة إلى الطرق المتبعة للحصول على المياه النقية عن طريق تحلية مياه البحر وتكرير وإعادة استخدام المياه المعدومة مع الأخذ في الاعتبار محدودية استخدام المياه الجوفية بسبب الاستخدام الجائر لهذا المورد المهم، بدأت المملكة في البحث عن طرق بديلة لتأمين مصادر مائية جديدة، ورأت في تقنية زيادة الهاطل المطري عن طريق استمطار السحب صناعياً أحد الطرق الإضافية الواعدة لتأمين مصادر مائية جديدة تسهم في معالجة هذه المشكلة وبتكاليف قليلة، رغم الاتفاق عالمياً على أن هذه الطريقة لا تزال قيد الاختبار وتحتاج لكثير من الدقة والتطوير العلمي والتقني قبل الوصول إلى مرحلة التطبيق، إلا أن الأبحاث العلمية الدءوبة خلال العقدين الماضيين أدت إلى تطوير كبير لهذه التقنية وزيادة الاعتقاد بصلاحيتها.
وعلى ضوء ما تضمنته تقارير التوقعات البيئية والأرصادية، فإن هذا البرنامج يشكل تجربة مثيرة للاهتمام نتيجة لتميز هذه لمنطقة الرياض بظواهر جوية فريدة تؤدي إلى غيوم تختلف عن غيرها في الأنحاء الأخرى من العالم التي تم دراستها في السابق ضمن برنامج تحوير الطقس وهذا ما يجلب معه تحديات من نوع خاص لتقييم تأثيرات البذر على الهاطل المطري.
وأضاف الشهري أن البرنامج يتضمن البنية التحتية لبرنامج المملكة الوطني لدراسات وأبحاث فيزياء السحب فوق كافة مناطق المملكة عدد (11) طائرة منها (8) كنج إير و(2) شايان وطائرة واحدة صينية نوع (Y12
بالإضافة إلى شبكة رادارات طقس متطورة خاصة بالأبحاث المتعلقة بفيزياء السحب، وكذلك أجهزة رادار متنقلة يتم تركيبه وتجهيزه لاستخدامه حسب الحاجة وأيضا شبكة الاتصالات والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت وكافة الاحتياجات الأرضية اللازمة للبرنامج بالاضافة للقدرات البشرية لجميع التخصصات كما استعان البرنامج بأساتذة ودكاترة وخبراء من الجامعات السعودية والجهات الحكومية المختصة بالمملكة ضمن اللجنة العلمية للبرنامج.
وبين أن مجموعة البيانات التي تم جمعها ضمن برنامج التقييم للتجارب السابقة (الجنوبية والوسطى) تعد من أكثر المعلومات شمولية في منطقة الشرق الأوسط، وهي ذات قيمة فريدة من نوعها في تقييم تأثير بذر الغيوم على الهاطل المطري والتأثيرات الأخرى على البيئة والطقس والمناخ في المنطقة.
ولقد اكتسب هذا البرنامج في مرحلته الحالية معلومات جديدة عن الهاطل المطري وطقس المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية والتي سيكون لها فائدة كبيرة في دراسات تقييم مصادر المياه في المستقبل.
هذا وكان مقر الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالرياض قد استقبل مؤخرا معالي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه بسلطنة عمان الشقيقة الشيخ عبدالله بن سالم بن عامر الرواس بزيارة إلى مقر وذلك للإطلاع والاستفادة من تجربة المملكة وخبراتها في مجال برنامج المملكة الوطني للاستمطار حيث قام الشهري بتقديم شرح وافي عن تجربة المملكة في هذا الخصوص.