بريدة - بندر الرشودي
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز -نائب أمير منطقة القصيم رئيس لجنة دراسة وتطوير الاستثمارات الاقتصادية بالمنطقة-، إطلاق الشبكة الاقتصادية لمنطقة القصيم والتي تهدف لدعم الحركة الاقتصادية بالمنطقة من خلال إنشاء شركة القصيم للتطوير إضافة لإنشاء مناطق خاصة لتنمية المجالات التي تتميز بها المنطقة كمدينة متخصصة بالتمور ونحوها وكذلك العمل على إيجاد مركز القصيم للاستثمار والذي مهمته العناية بتقديم معلومات متكاملة عن واقع الاستثمار بالقصيم، كما أفصح سموه عن عزم اللجنة على إطلاق هوية منطقة القصيم قريباً لتكون نواة لمرحلة جديدة من مراحل تطوير مسيرة الاستثمارات.
جاء ذلك عقب ترؤس سموه للاجتماع الرابع للجنة أمس الأول بمقر الغرفة التجارية الصناعية بمركزها الرئيس بمدينة بريدة والذي تضمن الإعلان عن توصيات الدراسة العالمية التي قامت شركة موينتور العالمية لواقع الاستثمار بالمنطقة.
وقد هنأ سموه في حديثه لوسائل الإعلام، سمو أمير منطقة القصيم الذي كان له اليد الطولى في تشكيل هذه اللجنة قبل أكثر من سنة متمنياً أن تكون هذه الدراسة مركز إشعاع لمنظومة الاستثمار بالقصيم وقال سموه: بدأنا في عمل هذه اللجنة بمجرد أفكار التي تبلورت فيما بعد إلى واقع ملموس بهدف تلمس فرص الاستثمار بأرجاء القصيم.
وأكد سموه أن توصيات الدراسة ستعرض على رجال الأعمال في منطقة القصيم والمملكة بشكل عام من أجل جذب الاستثمارات للمنطقة حيث نرحب بالجميع.
وأشاد سموه بما توصلت إليه هذه الدراسة العالمية مؤكداً بأنها منهاج عمل لمنطقة واعدة في الاستثمار.
وحول الهوية المزمع إطلاقها أكد سموه أنه وجه اللجنة التنفيذية ببحث الأمور المتعلقة بالهوية كافة مع الشركة المتخصصة بهذا المجال والتي قدمت ورقة عمل حول هذا الموضوع مشيراً سموه إلى أنه سيتم الإعلان عن هوية القصيم قريباً بإذن الله.
وذكر سموه بأنهم سينظمون مؤتمراً خاصاً لعرض توصيات الدراسة وإعلان الهوية سيدعى له جميع رجال الأعمال بالمنطقة والمملكة إضافة للمسؤولين الذين يجب أن يكون لهم دور أساسي في دعم هذه الدراسة التي تعد الأولى على مستوى المملكة التي تستعين فيه منطقة بشركة عالمية لبحث فرص الاستثمار، وسيهدف الملتقى إلى تسليط الضوء على هذه الدراسة العلمية القيمة لواقعنا الاستثماري.
وثمن سموه في ختام حديثه بذل ودعم الشيخ عبدالله بن صالح العثيم - نائب رئيس اللجنة- لخطط اللجنة ومقدماً شكره كذلك للدكتور سالم المالك -رئيس اللجنة التنفيذية- وللدكتور فيصل الخميس -أمين عام لجنة الاستثمار وأمين اللجنة التنفيذية- وجميع أعضاء لجنة الاستثمار على جهودهم المبذولة في سبيل تفعيل أعمال اللجنة.
وكان الاجتماع قد تضمن عرض شركة موينتور العالمية للدراسة حيث تحدث السيد عماد تيناوي قائلاً: في البداية نشكر اللجنة ممثلة برئيسها سمو الأمير فيصل بن مشعل وأعضائها الكرام على منحهم الثقة في موينتور للقيام بهذه المهمة.
وقد قدمنا بهذه الدراسة بشكل مختلف وخاص عن المنطقة حيث أخذت منحى مغايراً ارتكز تحت ثلاثة إطارات تمثلت في تقييم الفرص وتحديد التحديات من داخل المنطقة إضافة لخلق رؤية خاصة بالمنطقة.
ومضى بقوله: استغرقت الدراسة أكثر من ستة أشهر تم خلالها مراجعة كل ما كتب عن المنطقة من تقارير وإحصاءات وتم استطلاع آراء أكثر من (150) رجل أعمال إضافة لقيامنا بعمل استبيان متكامل قامت به أحد الشركات المتخصصة.
وأكد السيد عماد أن الاستثمار بمنطقة القصيم ما زال ضعيفاً جداً قياساً بحجم المنطقة وموقعها الاستراتيجي المتميز وقلة تكاليف المعيشة مقارنة بغيرها من المناطق المجاورة إضافة كذلك للاهتمام المتميز فيها بالتعليم وعلاقات أهلها الرائعة برجال الأعمال بالمملكة وانتماء شريحة كبيرة منهم إليها.
وأضاف قائلاً: لو أخذنا على سبيل المثال التمور كمنتج تتميز به المنطقة نجد ومن خلال الوهلة الأولى أن الاستثمار فيه ضعيف جداً ففي فرنسا مثلاً تسوق التمور بثمانية أضعاف ما يتم تسويقه هنا في القصيم مع الأخذ بالاعتبار أن تمور القصيم والمملكة بشكل عام تحمل جودة عالية أضعاف ما تحمله تمور غيرها من الدول، ولعل ذلك عائد لاعتماد الإنتاج بالقصيم على الكمية وليس على النوعية ونحن نعرف أن القصيم تزخر بنوعيات فاخرة لا توجد في غيرها ولو تم التركيز على زراعتها لاختلف الوضع كلياً ولا سيما وأن الطلب على التمور في ازدياد ملحوظ عالمياً فقط تحتاج المنطقة إلى الإبداع في طريقة التسويق وتطوير آلية التغليف والتخزين ونحوها.
واستعرض قائد فريق موينتور التحديات التي تواجه المنطقة الاستثمارية والتي لخصها في ثلاثة محاور تمثلت في قلة العمالة الماهرة والتعقيدات في استخراج التراخيص الجديدة إضافة إلى قلة المياه الجوفية مما يستدعي أهمية التدخل لإعادة صياغة زراعة النخيل وغيره.
وأكد أن الدراسة اعتمدت ثلاث توصيات تتمثل في تأسيس مراكز خاصة بتطوير المنتجات التي تتميز بها المنطقة وكذلك إنشاء مركز دعم الاستثمارات (مركز الخدمة الشاملة) لرجال الأعمال الراغبين في الاستثمار بالمنطقة إضافة إلى إنشاء شركة القصيم للتنمية والاستثمار.
وشدد السيد عماد في الختام على أن القصيم يجب أن تبدع وتبتكر لدعم منتجاتها المتنوعة مؤكداً على أهمية تفاعل القطاع الخاص مع توجهات اللجنة الجادة نحو آفاق أوسع من الاستثمار في المنطقة.
كما قدم في ثنايا الاجتماع الأستاذ عمر بن حميد -مدير عام المركز التنموي للاستشارات- عرضاً حول تطوير هوية منطقة القصيم مشيراً في هذا الصدد إلى أهمية تحديد هوية خاصة بمنطقة القصيم ولا سيما وأنها منطقة لها تاريخها وجذورها التجارية مؤكداً على أن الهوية تحتاجها المناطق والمدن لإبراز ذاتها لجذب الاستثمارات، فهي عنوان مرحلة وعامل مساعد ودليل استراتيجية للتعريف بالمنطقة ومشروعاتها ومناخها الاستثماري والفرص المتاحة والواعدة في المنطقة.
وعقب نهاية الاجتماع شرف سموه حفل الغداء الذي أقامه عضو اللجنة الشيخ عبدالله بن سليمان الرواف احتفاء بهذه المناسبة.