Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957
إضاءات نفسية
د. محمد بن عبد العزيز اليوسف

زاوية تهتم بكل ما يتعلق بالطب النفسي والتنمية البشرية وتطوير الذات.. نستقبل كل أسئلتكم واقتراحاتكم.

الاسترخاء

* ما جلسات الاسترخاء؟ وهل يمكن لي تطبيقها بنفسي؟

- تعتبر تقنيات الاسترخاء ذات فائدة كبيرة، خصوصاً للتعامل مع حالات القلق والمخاوف وتدريب الشخصيات ذات السمات الميالة إلى القلق والتوتر. ويمكن لأي شخص اكتساب مهارات الاسترخاء وتطبيقها بنفسه، ولكن للحصول على الفعالية الحقيقية لها فهي تحتاج إلى الممارسة والتطبيق المتكرر للوصول إلى المستوى المطلوب. وتنقسم تقنيات الاسترخاء بشكل عام إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:

1- الاسترخاء التنفسي: ويقوم بشكل أساسي على التحكم بمعدل التنفس من خلال الشهيق العميق ثم الزفير بشكل تدريجي بطيء حتى الوصول إلى المستوى المطلوب من الاسترخاء.

2- الاسترخاء العميق للعضلات: ويقوم بشكل أساسي على شد وتوتير عضلات الجسم بشكل مقصود ومتتابع ثم تركها لتسترخي بشكل تلقائي حتى الوصول إلى درجة معينة من التحكم بشد وإرخاء العضلات في الوقت المناسب.

3- الاسترخاء التأملي: ويعتبر أصعب طرق الاسترخاء، ولكنه أيضاً أكثرها فعالية لمن يتقنه فعلاً، ويقوم بشكل أساسي على رسم صور ذهنية واضحة من خلال التخيل ذات طابع محفز للهدوء والاسترخاء حتى الوصول إلى درجة عميقة من الاسترخاء الذهني أقرب ما تكون إلى مرحلة بين اليقظة والنوم.

هذا ويوجد بالإضافة إلى الكتب التي تتحدث عن الاسترخاء تسجيلات صوتية خاصة بتقنيات الاسترخاء يمكن متابعتها وتطبيقها من خلال الإرشادات.

التردد والتأجيل المتكرر

* ما الحل للتردد المبالغ فيه وعدم القدرة على اتخاذ القرارات والتأجيل المتكرر؟

- هنا يجب أن نعرف أولاً هل هذه السمات وقتية, بمعنى أنها تظهر بشكل أكبر عندما يكون الإنسان في وضع غير مستقر من الناحية المزاجية بينما يظهر عكس ذلك في أوقات أخرى يكون فيها بحالة مزاجية أفضل أم أن هذه السمات متأصلة في الشخصية ودائمة.. عندها نستطيع تحديد نوعية الإرشاد المطلوبة.

ولكن من خلال مشاهداتي العامة لاحظت أن الكثير ممن يترددون في اتخاذ القرارات في مجتمعنا ويميلون للتأجيل كثيراً ربما يعانون من الرغبة الوهمية في بلوغ الكمال وهو أمر غير ممكن حيث يجب أن ندرك أن كل قرار مهما كان مدروساً قد يكون له بعض الجوانب السلبية وهذه هي طبيعة الحياة, كما أننا يمكن أن نكسر الخوف العميق بداخلنا من الفشل بإدراكنا أن أي محاولة أو قرار غير صحيح نتخذه لا يعني أننا فشلنا بقدر ما يعني محاولة في الطريق نحو تحقيق النجاح.. والأكيد أن كل الناجحين في هذه الحياة سبق أن خاضوا محاولات غير ناجحة واتخذوا قرارات غير صحيحة قادتهم في النهاية إلى الوصول إلى النجاح وكانت سبباً مباشراً للوصول إليه.

مريض الفصام والدواء

* إذا رفض مريض الفصام العقلي تناول دوائه بانتظام فما الحل؟

- مشكلة مرض الفصام العقلي أن أحد أعراضه الرئيسية هو فقد الاستبصار، ونعني به هنا أن المريض لا يعي أنه يعاني من حالة مرضية؛ ولذلك فمن الممكن أن لا يتقبل العلاج بسهولة. وفي البداية يجب أن يسعى الطبيب النفسي إلى بناء علاقة جيدة بالمريض ويجتهد في توعيته بطبيعة مرضه وأهمية العلاج له بمساعدة الأسرة طبعاً، ولكن إذا لم يتفاعل المريض بشكل جيد، خصوصاً خلال الفترات الحادة من المرض فإن أحد الحلول المتاحة هو إعطاؤه الدواء بشكل حقن طبية طويلة المفعول حيث تعطى عادة كل شهر بالنسبة إلى الأدوية القديمة أو كل أسبوعين بالنسبة إلى العلاج الأحدث، ويتم حقنها عن طريق العضلات.

إضاءة:

الأكثر مرونة هو الأكثر نضجاً نفسياً.

دكتوراه في الطب النفسي كلية الطب ومستشفى الملك خالد
الجامعي - الرياض


E-mail: Mohd829@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد