Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957

اعتذاريةٌ لِلْمُصْطَفَى
حمد العسعوس الخالدي

 

(في التوبة، والدفاع عن الرسول الكريم، والاعتذار له صلى الله عليه وسلم)

ركبْتُ شراعَ الغيِّ - في بحرِ غَفْلتي

وسرتُ - بعيداً.. في درُوبِ ضَلالي

وكان - معي إبليسُ - في البحر - قائداً

يُجرجِرُ - للأهْوَاءِ - كَلَّ حِبالي

أَقَمْتُ - على شُطْآنهِ - مُتَبذِّلاً

أُبَعْثرُ أيامي.. وصَفْوةَ مالي

يُعَلِّمُني: أنَّ الهوى - لِيْ - عقيدةٌ

ويُغري - بأشكالِ الغوايةِ - بالي

ومن يَكُنْ الشيطانُ قائد رَكْبهِ

سَيَدْفعُه - حَتْماً - لِشرِّ مآلِ

***

عليك سلامُ الله - يا صَفْوةَ الورى

تكرَّمْ، وسامحْ سَقْطتي، وخَبَالي

كتبتُ الخَنَا.. حينَ افْتَقَدتُ بصيرتي

فَشُلَّتْ يميني.. حينَ صُغْتُ مقالي

تظلُّ.. رسُولَ الحقِّ.. والحقُّ راسخٌ

بِسُنَّة تحريمٍ، وهَدْي حَلالِ

وهديُكَ - مهما قيلَ عنه - فإنني

صفوتُ له - يا سيِّدي - وَصفا - لِيْ

سأقطعُ وَصْلي عن سواكَ - مُجَوِّداً

بِسُنَّتِكَ الغَرَّاءِ - حَبْلَ وِصَالي

وسوفَ أذودُ.. الدَّهرَ - عنكَ، وأَنْتَمي

إليكَ، وأستجدي.. ولستُ أُبَالي

فَسَامِحْ.. وخُذْ رُوحي - فِدَاءَكَ.. سَيِّدي

وخُذْني، وخُذْ مالي وكُلَّ عِيَالي

***

وياربُّ.. أَنْقِذْني من السوءِ.. إنني

فقيرٌ إلى ذي عِزَّةٍ وجَلالِ

أَجِرْني من النار التي قد تفاقمتْ

بأخشابِ أَخْطَائي، وسُوْد فِعالي

أجِرْني.. إله الكَوْنِ، واعْذُرْ سَفَاهتي

وجَهْلي، وإسفافي - بِكْلِّ مَجَالِ

أَنَا الواهِمُ، المخدوعُ.. جِئْتُك - خَاضِعَاً

مُنِيباً، مُجِيباً.. فَارْأَفَنَّ بِحالي

أنا التائهُ، المغرورُ.. أحملُ توبتي

على كتفي - مُسْتَسلِماً، وَمُوَالي

وأحرقتُ - خلفَ الليل - كُلَّ دفاتري

وسَيَّرْتُ - في دربِ الصَّبَاحِ - جمالي

فَخُذْني.. إله الكونِ - بالحِلْمِ.. إنني

إلى حلمكَ الزاهي يتوقُ سُؤَالي

وخُذْني.. إله الكونِ - للنُّور.. إنني

إلى نوركَ الباهي تسيرُ رِحَالي

أنا تائبٌ من كُلِّ ذَنْبٍ أَذَلَّني

وكُلِّ ذُنُوبٍ.. قد سرتْ بِخيالي

هجرتُ ظلاماً - في كهوفٍ كثيرةٍ

وهَلَّ - بآفاق الصَّلاحِ - هِلالي

أَنَا لاجئٌ لِلأمْنِ - في ظِلِّ آيةٍ

من الذِّكْرِ.. تشفي حيرتي، وكَلاَلي

أَنَا عائدٌ لله - أرجو هدايةً

تزيد جَلالي - في الورى - وجَمَالي

ذبحتُ - أَنَا - إبليس - فوق رصيفهِ

بسيفِ كتابِ الخالقِ المُتَعَالي

وعدتُ إلى دربِ الهُدى - مُتَفائلاً

برحمةِ ربِّي.. فهي خيرُ مَنَالِ

فياربُّ.. أَنْقِذْنا، وَخَفِّفْ ذُنُوبَنا

وَدَعْنَا نَعِشْ - في عِزَّةٍ، وكَمَالِ


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد