(في التوبة، والدفاع عن الرسول الكريم، والاعتذار له صلى الله عليه وسلم) |
ركبْتُ شراعَ الغيِّ - في بحرِ غَفْلتي |
وسرتُ - بعيداً.. في درُوبِ ضَلالي |
وكان - معي إبليسُ - في البحر - قائداً |
يُجرجِرُ - للأهْوَاءِ - كَلَّ حِبالي |
أَقَمْتُ - على شُطْآنهِ - مُتَبذِّلاً |
أُبَعْثرُ أيامي.. وصَفْوةَ مالي |
يُعَلِّمُني: أنَّ الهوى - لِيْ - عقيدةٌ |
ويُغري - بأشكالِ الغوايةِ - بالي |
ومن يَكُنْ الشيطانُ قائد رَكْبهِ |
سَيَدْفعُه - حَتْماً - لِشرِّ مآلِ |
*** |
عليك سلامُ الله - يا صَفْوةَ الورى |
تكرَّمْ، وسامحْ سَقْطتي، وخَبَالي |
كتبتُ الخَنَا.. حينَ افْتَقَدتُ بصيرتي |
فَشُلَّتْ يميني.. حينَ صُغْتُ مقالي |
تظلُّ.. رسُولَ الحقِّ.. والحقُّ راسخٌ |
بِسُنَّة تحريمٍ، وهَدْي حَلالِ |
وهديُكَ - مهما قيلَ عنه - فإنني |
صفوتُ له - يا سيِّدي - وَصفا - لِيْ |
سأقطعُ وَصْلي عن سواكَ - مُجَوِّداً |
بِسُنَّتِكَ الغَرَّاءِ - حَبْلَ وِصَالي |
وسوفَ أذودُ.. الدَّهرَ - عنكَ، وأَنْتَمي |
إليكَ، وأستجدي.. ولستُ أُبَالي |
فَسَامِحْ.. وخُذْ رُوحي - فِدَاءَكَ.. سَيِّدي |
وخُذْني، وخُذْ مالي وكُلَّ عِيَالي |
*** |
وياربُّ.. أَنْقِذْني من السوءِ.. إنني |
فقيرٌ إلى ذي عِزَّةٍ وجَلالِ |
أَجِرْني من النار التي قد تفاقمتْ |
بأخشابِ أَخْطَائي، وسُوْد فِعالي |
أجِرْني.. إله الكَوْنِ، واعْذُرْ سَفَاهتي |
وجَهْلي، وإسفافي - بِكْلِّ مَجَالِ |
أَنَا الواهِمُ، المخدوعُ.. جِئْتُك - خَاضِعَاً |
مُنِيباً، مُجِيباً.. فَارْأَفَنَّ بِحالي |
أنا التائهُ، المغرورُ.. أحملُ توبتي |
على كتفي - مُسْتَسلِماً، وَمُوَالي |
وأحرقتُ - خلفَ الليل - كُلَّ دفاتري |
وسَيَّرْتُ - في دربِ الصَّبَاحِ - جمالي |
فَخُذْني.. إله الكونِ - بالحِلْمِ.. إنني |
إلى حلمكَ الزاهي يتوقُ سُؤَالي |
وخُذْني.. إله الكونِ - للنُّور.. إنني |
إلى نوركَ الباهي تسيرُ رِحَالي |
أنا تائبٌ من كُلِّ ذَنْبٍ أَذَلَّني |
وكُلِّ ذُنُوبٍ.. قد سرتْ بِخيالي |
هجرتُ ظلاماً - في كهوفٍ كثيرةٍ |
وهَلَّ - بآفاق الصَّلاحِ - هِلالي |
أَنَا لاجئٌ لِلأمْنِ - في ظِلِّ آيةٍ |
من الذِّكْرِ.. تشفي حيرتي، وكَلاَلي |
أَنَا عائدٌ لله - أرجو هدايةً |
تزيد جَلالي - في الورى - وجَمَالي |
ذبحتُ - أَنَا - إبليس - فوق رصيفهِ |
بسيفِ كتابِ الخالقِ المُتَعَالي |
وعدتُ إلى دربِ الهُدى - مُتَفائلاً |
برحمةِ ربِّي.. فهي خيرُ مَنَالِ |
فياربُّ.. أَنْقِذْنا، وَخَفِّفْ ذُنُوبَنا |
وَدَعْنَا نَعِشْ - في عِزَّةٍ، وكَمَالِ |
|