«الجزيرة» - الرياض
في بادرة إنسانية فريدة، سافر رجل أعمال سعودي إلى قرية صغيرة تبعد 100 كم عن العاصمة الفلبينية مانيلا ليزور أسرة مكفوله الفلبيني الذي توفي هناك بمرض السرطان.. وبحسب مجلة (رجال الأعمال) التي نشرت الخبر في سياق مقابلة مع رجل الأعمال السعودي عبدالله السالم على غلافها الرئيسي، أن السالم كان قد استقدم العامل قبل أكثر من عشرين عاماً، ليكون السيد تورز أحد أوائل العمال الذين عملوا في مجال الديكور، لكنه ذهب في إجازة سنوية، اكتشف خلالها أنه مريض بالسرطان، حيث انفقت أسرته كل ما تملك لعلاجه مما اضطرها لبيع بيتها ليستقر في منزل لا يصلح للسكن الإنساني.. السالم وعند وصوله للعائلة الفلبينية بادر بشراء منزلهم من مالكه الجديد، وإعادته إليهم، وتوفير مصروف شهري لمساعدتهم على مصاعب الحياة لحين توفير تأشيرة عمل لابنهم الأكبر ليحل محل أبيه في مؤسسة عبدالله السالم.. يقول رجل الأعمال السالم في هذا السياق: السيد تورز عامل فلبيني من أوائل العمال الذين عملوا بالمؤسسة، ذهب في إجازة مرضية عادية إلى بلاده وقد أصيب بالسرطان.. وأبلغني كبير المراقبين لدينا أن زميله توفي في الفلبين وأن زوجته اضطرت لبيع بيت العائلة وتستدين حتى تتمكن من معالجة زوجها، إلا أنه توفي.. إضافة إلى أنه خسر كل (تحويشة) العمر، حيث لم يتبق لأسرته شيئاً الحقيقة تأثرت لما حدث له (والحديث للسالم) حيث كان الرجل من خيرة العاملين الذين خدموا المؤسسة لفترة طويلة، وكان من بين الذين ساهموا في نجاحها.. وقد كنت في زيارة للصين بعد هذه الحادثة.. وفي عودتي ذهبت إلى الفلبين خصيصاً لزيارة عائلته، وقد أتيتهم في قريتهم وشاهدت وضعهم المأساوي.. فأعدت لهم بيتهم الذي باعوه، وخصصت لهم مصروفاً شهرياً بسيطاً حتى أتمكن من توفير تأشيرة عمل لأحد أبنائه للعمل لدينا في المؤسسة ليتمكن من إعالة أسرته التي فعلا تعاني وضعاً صعباً للغاية.. وقد استغليت زيارتي للفلبين وزرت أغلب موظفي المؤسسة القدماء من الفلبيين الذين تفاجأوا بالزيارة وقدروها.. ويضيف: بالمناسبة أنا أجد أن ما قمت به كان واجباً ووفاء لرجال أخلصوا في العمل وساهموا في النجاحات التي حققتها المؤسسة. ويضيف: هذا التواصل الإنساني يجب أن يكون حاضراً في تعاملنا كبشر.. وأن نقدر الإنسان الناجح المتفاني الذي يساهم فعلاً في البناء والحضارة.