Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/03/2008 G Issue 12957
الخميس 12 ربيع الأول 1429   العدد  12957
تستضيفه جدة الأحد القادم ويناقش تغيير قوانين القطاع
منتدى النقل البحري يبحث عن 1.5 مليون راكب قاطعوا السفر بعد كارثة «السلام 98»

جدة - راشد الزهراني

يبحث المنتدى السعودي الدولي الأول للموانئ والنقل البحري عن 1.5 مليون راكب هربوا من السفر بحراً بعد كارثة (السلام 98)، الذي ستستضيفه جدة الأحد القادم برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، وقال رئيس غرفة جدة صالح التركي إنّ المنتدى سيعطي دفعة كبيرة لصناعة النقل البحري في المملكة، بعد أن شهدت تراجعاً في العام الماضي، كما سيسهم في حل الكثير من المشاكل العالقة في القطاع .. وتوقع أن يشهد القطاع السعودي تطوراً ملحوظاً في جميع النواحي، مشيراً إلى أن المنتدى سيحمل كل جديد حول هذه الصناعة خاصة وأنها بحاجة إلى نمو سنوي بمعدل 15% على الأقل خلال العامين القادمين، بغية حصول التوازن في سوق العرض والطلب.

وأكد التركي أن المنتدى الذي سيقام لأول مرة بالمملكة، تحت عنوان (رؤية مستقبلية في زمن العولمة)، سيحظى بمشاركة عدد كبير من الخبراء ويهدف الى بحث التحديات التي تواجه القطاع البحري واقتراح الحلول العملية لها وآليات تنفيذها، إضافة إلى تحديد مجالات الاستثمار المتعددة في الموانئ السعودية والفرص المستقبلية، بحضور الهيئات الرسمية المعنية في المملكة وسلطات الموانئ في دول عربية وخليجية وآسيوية وأوروبية وخبراء دوليين ونخبة من المستثمرين.

وتوقّع رئيس المنتدى المهندس طارق المرزوقي، أن تشهد الفعاليات عدّة اتفاقات ومذكرات تفاهم مع عدد من الجهات والمنشآت على هامش الفعالية بشأن تدعيم قطاع النقل البحري وتطويره.

وأوضح أنّ المنتدى سيكون فرصة لالتقاء أكثر من 100 خبير في مجال النقل البحري، وسيساهم في تحقيق الانفتاح التجاري على المستوى العالمي والاستثمارات الكبيرة في الموانئ السعودية.

ولفت إلى أنّ النقل البحري يعتبر نافذة الدولة على العالم من خلال الأسطول الذي يجوب موانئ العالم ويحمل علمها، ويعتبر كذلك مصدراً مهماً لنقل التكنولوجيا، حيث تعتبر السفينة بمثابة مصنع عائم، كما أنّ 75% من التجارة العالمية تنقل عن طريق البحر، وتكمن أهمية النقل البحري في المملكة لكونها تملك سواحل تمتد لأكثر من 1500 ميل بحري على البحر الأحمر والخليج العربي، لذا فإن ما بين (90 - 95%) من الصادرات والواردات للمملكة، تنقل عن طريق النقل البحري.

يذكر أنّ المنتدى الذي يقام على مدار 3 أيام، سيركز في محوره الأول (عالم النقل البحري الجديد) على صناعة النقل البحري العالمية والمعاهدات الدولية والبحرية وتطبيقاتها وصناعة النقل البحري على البيئة البحرية .. أمّا المحور الثاني عن (عالم السفن والمسافنة) فيركز على أهمية سفن الحاويات العملاقة والموانئ السعودية وناقلات النفط والبتروكيماويات في أكبر دولة مصدرة للنفط، فضلاً عن سفن الركاب وتجهيزاتها ومرافق استقبالها في المرافئ السعودية، ويشمل المحور الثالث (صناعة الموانئ .. حاضراً ومستقبلاً) وصناعة الموانئ في الحاضر والمستقبل، ويطرح في خلاله إنجازات المؤسسة العامة للموانئ وخطط التوسع القادمة وفرص الاستثمار والتحول الاستراتيجي إلى موانئ محورية، إلى جانب دور الجمارك والإجراءات الجديدة مع انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، وتجربة الموانئ العالمية والرؤية المستقبلية لصناعة الموانئ .. أما المحور الرابع (الاستثمار والتمويل والخيارات المتاحة) فيتطرق إلى الاستثمار في صناعة الموانئ في المملكة، مع تسليط الضوء على مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ، إلى جانب اقتصاديات النقل البحري وتبادل الحاويات والبنوك ودعم القطاع الملاحي.

وكشف المرزوقي أنّ أهم الأهداف التي سيتبنّاها المنتدى هو البحث عن 1.5 مليون راكب ابتعدوا عن السفر من خلال البحر، بعد كارثة العبارة المصرية (السلام 98)، التي حدثت مؤخراً، وساهمت بشكل كبير في اهتزاز الخط الملاحي من وإلى السعودية.

وقال إنّ المنتدى سيناقش السبب الرئيسي الذي أدى إلى انخفاض أعداد الركاب إلى السعودية، عبر وسائط النقل البحري في العامين الماضيين بنسبة كبيرة، من 2.80 مليون راكب في عام 2005 إلى 1.3 مليون راكب في 2006، نتيجة للحادث الأليم الذي راح ضحيته مئات الركاب.

وأضاف: نهدف أيضاً إلى خلق بيئة مناسبة وصحّية لتغيير بعض القوانين التي تعيق تطور قطاع النقل البحري، وأهمية الانفتاح التجاري على المستوى العالمي والاستثمارات الكبيرة في الموانئ السعودية، وبالذات المجاورة منها، والتحولات الكبيرة في الاقتصاد السعودي من اقتصاد مستورد ومستهلك إلى اقتصاد منتج ومصدّر، بهدف وضع برامج عمل جديدة لتعزيز المركز الريادي للموانئ السعودية، وتوفير فرص العمل الجديدة للكوادر الوطنية السعودية، ورفع كفاءة التشغيل والأداء.

من جانبه أوضح محمد بخاري عضو اللجنة المنظمة للمنتدى، أن الجامعات السعودية لا تولي اهتماماً لدراسة النقل البحري بتعمّق، حيث إنّ هناك نقصاً في المستثمرين في هذا القطاع، وعجزاً في الكفاءات السعودية العاملة فيه.

وسيطرح المنتدى أربعة محاور رئيسة، أولها صناعة النقل البحري العالمية وأثرها في البيئة والمعاهدات الدولية البحرية وتطبيقاتها, وصناعة السفن ومواضيع الجمارك والإجراءات الجديدة، وقطاع ناقلات النفط والبتروكيماويات. وكذالك صناعة الموانئ حاضراً ومستقبلاً ومصادر الاستثمار والتمويل.

وفي الإطار نفسه .. أفاد عبود بابيضان عضو اللجنة المنظمة للمنتدى، وأحد المتحدثين عن انخفاض أعداد الركاب إلى السعودية عبر النقل البحري في العامين الماضيين بنسبة كبيرة، أحد الدوافع الهامة لإقامة أول منتدى سعودي للموانئ والنقل البحري، وطالب بإنشاء شركة سعودية عملاقة لنقل الركاب تكون ذات كفاءة عالية، وتوفر وسائل الراحة والسلامة للركاب، بهدف استغلال هذه السوق الضخمة. واستغرب غياب المملكة عنها رغم ما تملكه من إمكانات هائلة وموقع جغرافي مميز، إضافة إلى العوامل الموسمية التي تجعل هذه السوق في حركة دائمة، مثل موسمي الحج والعمرة.

وكانت المملكة قد فازت للمرة الثامنة على التوالي بعضوية مجلس إدارة المنظمة البحرية الدولية (إمو)، وباتت من الدول المؤسسة للأكاديمية العربية للنقل البحري، والجامعة البحرية الدولية بالسويد، ولها عضو في مجلس أمناء الجامعة ممثلة بوزارة النقل، وانضمت إلى 15 معاهدة واتفاقية دولية تتعلق بالسلامة البحرية وحماية البيئة البحرية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد