واشنطن - الوكالات
أحيا الرئيس الأميركي جورج بوش أمس الذكرى الخامسة لحرب العراق بتأكيده أنه غير نادم على قرار لا يزال يثير الجدل واعدا بانتصار استراتيجي كبير رغم الشكوك المحيطة بنتيجة التدخل في هذا البلد.
وبعد خمس سنوات على ظهوره على شاشات التلفزة لتأكيد أن الولايات المتحدة بدأت ب(تردد) بقصف نظام خارج عن القانون يهدد السلام بأسلحة الدمار الشامل، أعلن بوش أنه رغم الثمن المرتفع الذي تم دفعه منذ ذلك الحين فإن الإطاحة بصدام حسين كانت القرار الصائب وهذه معركة يمكن لأميركا أن تربحها ويجب أن تنتصر فيها.
وفي وقت ينتظر فيه الأميركيون أن يقرر بوش قريبا ما إذا كان سيقوم بخفض عديد القوات الأميركية بعد تموز - يوليو، حذرهم من أن المكاسب التي سجلت منذ 2007م في العراق هشة ومعرضة للتغيير وأنه لن يقوم بأي شيء لتهديدها. والحرب التي أحيا الأميركيون ذكراها الخامسة أمس قبل يوم من موعدها، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من العراقيين وحوالى أربعة آلاف أميركي. كما أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص وكلفت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات، كما عززت النفوذ الإيراني، وبعدما نالت التأييد عند بداياتها، أدت إلى انقسام كبير بين الأميركيين الذين لا يعرفون متى وكيف ستنتهي ثاني اطول حرب في تاريخهم الحديث بعد حرب فيتنام.
ويعتبر 64 في المائة من الأميركيين أن الحرب لم تكن تستحق العناء بحسب استطلاع للرأي نشرته شبكة (سي بي إس)، وأظهر استطلاع آخر لشبكة (ان بي سي) و(وول ستريت جورنال) أن الانتصار لم يعد ممكنا بحسب 53% من آراء الأميركيين، واعتبر بوش في خطاب ألقاه في البنتاغون أن استمرار الجدل يمكن تفهمه لكنه كرر ما يقوله عادة: (على الأميركيين أن يحاربوا القاعدة في العراق لكي لا يحاربونها في الولايات المتحدة، والانسحاب بشكل سريع جدا سيؤدي إلى الفوضى) وسيشجع الإرهابيين وإيران المجاورة.
وأشار خصوصا إلى التقدم الذي أنجز منذ السنة الماضية حين كانت أعمال العنف تهدد بأن تبلغ مستوى إبادة بفضل إستراتيجية جديدة وإرسال حوالى30 ألف أميركي إضافي.
وقال: إن هذا التغيير أدى إلى أكثر من قلب الوضع في العراق، لقد فتح الباب أمام انتصار إستراتيجي كبير في الحرب الأشمل ضد الإرهاب، مشيرا إلى أول انتفاضة عربية واسعة النطاق ضد القاعدة.
وهاجم أمس البعض في واشنطن الذين لا يزالون يدعون إلى التراجع، واتهمهم بالحديث الآن عن الكلفة المالية للنزاع لأنهم لن يحظوا بمصداقية بعد الآن إذا قالوا إننا نخسر الحرب.
وفي الواقع ومع التهديد بحصول انكماش، بدأ الوضع الاقتصادي يتصدر قلق الأميركيين أكثر من الحرب.
وأظهر استطلاع للرأي لشبكة (سي ان ان) أن الاقتصاد سيكون أبرز موضوع بالنسبة لحوالى 42% من الأميركيين حين ينتخبون رئيسهم، متقدما على الحرب (21%). لكن مستقبل المهمة العراقية سيبقى الرهان الأكبر في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني - نوفمبر. ووعد المرشحان الديمقراطيان هيلاري كلينتون وباراك أوباما بفك ارتباط في العراق لكن بالتأكيد بوسائل مختلفة. لكن الجمهوري جون ماكين حذر على غرار بوش من (الفوضى) التي سيخلفها انسحاب متسرع.