قيل: الصديق زهرة لا تنبت في كل حديقة، أو شبه هذا المعنى، إلا أن الصديق قد يصعب اختياره كما نختار الزهور من الحدائق، وان حدث فهو أمر جيد لكنه ليس سهلا ميسوراً، فالصداقات تأتي غالبا وليدة الظروف الزمانية والمكانية بما يحيطها من تعاملات وزمالات ومصادفات أحيانا، وقد تصادف إنسانا تحسن به الظن وتعمل على أن تتخذه صديقا فإما أن تنجح وإما لا، ذلك أن الأمر يتعلق بروحين قد تتآلفان أو لا تستطيعان ذلك، ثم ان من تجد فيه ما يروق لك قد لا يكتشف فيك ما يروق له، أو أن نظرته تتعدى ما توقفت عنده وإن كان ظنكما ببعضكما حسناً كله، فنظرات الناس تختلف باختلاف الفكر ومدى ما اكتسبوه من خبرات في حياتهم، والظروف المعيشية المحبطة بهم, فالعاطفة وحدها لا تحدد اختيار الصديق، وربما كان من الخطأ تحكيم العاطفة في هذا الأمر فالعقل المتدبر, والبعد الثقافي والاجتماعي وغيرها لها دور يفترض أن يكون حاضرا ومؤثرا في العلاقات بين الناس لئلا تكون العلاقة هشة تنهار عند ادني حدث أو ابسط خلاف وقيل أيضا: كل شجرة تعرف من ثمرها، فالاندفاع وراء كسب الصداقات والعلاقات العابرة قد تكون نتائجه عكس ما يراد منه, وقالوا سابقا: رب صديق سيء يحرمك من أصدقاء صالحين!!.