Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/03/2008 G Issue 12956
الاربعاء 11 ربيع الأول 1429   العدد  12956
لما هو آت
تحديداً....
د. خيرية إبراهيم السقاف

من يعرفه عن مواقف صدق يدرك كم في هذا الرجل من شهامة كما شهامة فكره وقلمه...

أدري أن قلبه العامر بالإيمان هو بوتقة يصهر فيها ذرى الطحين لعجينة الآتي إليه من كل فج فكري وعن أي ريح تحمل ما يعتريها...

وأدري أنه قامة ثقافية كبيرة منذ أن أسس أول لبنات عمادها...

وأدري أن قلوباً شتى تتنافر من حوله غير أنني على يقين أنها ذات بصيرة ستتسلق أعمدته حيث تنوف...

بمثل ما أدري أن قلوباً واعية تتآلف حوله على يقين أن من لا يقرأ بعمق ما يكتب ويدرك بوعي ما يفكر فإنه حتماً تائه حتى ينهج مسراه...

لكنكم قد لا تعلمون أنه بار النفس بمن يدري وبمن لا يدري عن برِّه...

وبر النفس الأثرى والأثمر...

كريم اللسان... نقي الجنان... صلب المعتقد... شديد الذكاء...

طيبته تغلب نهراً يطيب بمائه...

ونقاؤه تنتفي في شفافه دكنة العتم في سديم الفضاء...

هذا الشهم لا يضيره نجاح الآخر لأن وجهته بيضاء نحو مداها...

حين يكون مدار فكره أن يحصد نجاحاتهم في إناء وجبة للتاريخ لا يتخلف عن مائدتها أحد...

لا يسقط إنساناً ولا يعثِّر أقداماً...

كاشف للجمال وإن كان الجمال من حوله مطموراً في غياهب العتمة...

صانع للبصمة وإن كانت الكفوف الممتدة مبتورة الأصابع...

حامل للبوصلة حيث يجول حين تهطل الوجهات يكون حادياً نحو النجاة...

في شتات من لا يرون...

*** ليس هذا مقام الثناء حين يكون محور الثناء وقد تعالت لبنات عماده...

وليس هذا استدراك حين احتفت به الجزيرة الثقافية في منأى عن دعوتي فخلت سطور المشاركين عنه من سطوري...

وليس هذا استنهاض دهشة بثراء فكر عامر برؤى قامة ثقافية آن أن يلتفت لها داخلياً...

لفصل العجين عما اعتراه...

وليس هذا شهادة حق فيمن ربى تلاميذاً على محجة الإيمان ومعتقد الفضيلة وذاتية الفكر، ونشأ أسرة على قيم الالتزام والأخلاق...

فإن جئت أدرس في مدرج من مدرجات الجامعة لفتتني بنية شابة بخلقها قبل التزامها وبالتزامها قبل حيائها وبحيائها قبل فكرها وبفكرها قبل تطبيقاتها...

فإذا هي ابنته التي لم يحدث أن تخلفت ثانية عن موعد محاضراتها ولم يحدث أن تأخرت عن أداء واجبات دراستها ولم يحدث أن حصدت أدنى من درجة التقويم كاملة...

حتى إذا ما أمعنتُ في اسمها بين العشرات كان اسمها يتزين باسمه...

وكثيرون لا يستطيعون أن يخرجوا من بيتوهم من يمثل نهج قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم...

* من برِّ نفسه وكرمها أجده الحفي بحرفي...

الحريص على حضوري...

المتفقد قبل غيره حين تتأخر الزاوية...

* عبدالله الغذامي...

هذا الكبير دوماً...

أجل كما قلت لي: (لا أوسع من باب الله تعالى لاستجابة الدعاء) وعن هذا الباب الأوسع ذاته أسأله تعالى أن يحفظك ويوفقك وينفع بحرفك وبفكرك...

أكرمتني كثيراً...

فلك الشكر...



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد