هناك ظواهر اجتماعية سيئة نشاهدها كثيراً على شبابنا.. وبخاصة.. من هم دون الـ(18) عاماً.. وهنا مكمن الخطر؛ لنتساءل عن دور الوالدين والتربويين والمشرفين التربويين، والإخصائيين الاجتماعيين، وكل من هو معني بهؤلاء الشباب.
** لعل من أبرز هذه الظواهر التي نشاهدها على هؤلاء الشباب:
** أولاً.. ظاهرة التدخين.. وهي من أسوأ وأخطر الظواهر..
** والتدخين عادةً يقود إلى إدمان آخر.. ويقود إلى جلسات مشبوهة، ويجعل الشباب عرضة لأي إغراء آخر.
** عليك أن تقف أمام أي مدرسة ثانوية أو متوسطة.. وانتظر خروج الطلاب من المدارس تشاهد أكثرهم يتبادلون الدخان ويشتركون في هذه العادة السيئة..
** وإذا ذهبت إلى الأسواق أو إلى المطاعم أو إلى أماكن تجمعهم يندر أن تشاهد واحداً منهم ليس في يده سيجارة.
** أما إذا ذهبت إلى المقاهي الصغيرة والكبيرة فتشاهد أكثر هؤلاء يشفط (معسَّل) بطريقة احترافية..
** هذا الذي بدأ التدخين وعمره دون الـ(15) سنة.. كيف ستكون صحته وعافيته عند الأربعين والخمسين؟
** وهذا الذي سقط ضحية هذه العادة الضارة.. كيف سيصمد أمام عادات وظواهر وأخطار أخرى؟
** ثم كيف انتشرت هذه العادة في شبابنا؟!
** وكيف تحول أكثرهم إلى مدمن؟
** إن نسبة التدخين في أوساط الشباب اليوم هي أضعافها في أوساط الشباب أمس وأول أمس وفي عقود مضت.. لماذا؟
** لا بد أن يكون هناك أسباب.. مثلما أنه - أيضاً- هناك علاج.
** ثانياً.. الظاهرة السيئة الثانية ظاهرة التسكُّع والتنقل من مكان إلى آخر.. من قهوة إلى أخرى ومن استراحة إلى أخرى.. ومن سوق إلى آخر ومن مطعم إلى آخر.
** تسكُّع يحمل معه الاستهتار والعبث وسوء تقدير الأمور والاستهتار بالآخرين.. وتبادل الضحكات والقهقهات والتعليق على الآخرين علنياً.. بل ربما أحياناً التندر على كبار السن أو المرضى.. أو ربما التحرش بالمارة أينما كانوا.
** ثالثاً.. ظاهرة (المضاربات).. تمر من أمام أي مدرسة ثانوية أو ربما مقهى أو شارع لتشاهد ثلاث أو أربع سيارات متوقفة ومجموعة شباب يتبادلون اللكمات أو ربما.. نزلت (العجرا).. وقد يكون بعضهم معه أخطر من ذلك.
** يتحول الشارع أو المقهى إلى معركة طاحنة.. وتشاهد مشادات عنيفة دون أن تدري السبب.. ولا بد أن يكون هناك أسباب.
** رابعاً.. ظاهرة الغياب عن المنزل لأوقات طويلة دون أن يعي أو يدري الوالدان أين ابنهم ابن الـ(15) عاماً!
** شاب صغير في هذا السن .. أو حوله.. يترك المنزل لساعات ولا يدري أهله أين هو؟
** وحتى لو علموا أنه مع زميله فلان أو علان.. هل هم يدرون ماذا يعملون.. ومع من يجلسون وماذا لديهم في هذه الجلسات؟
** خامساً.. ظاهرة عدم احترام الآخرين، ونشاهدها أكثر في الشارع أو في السوق أو في أي مكان آخر.. تلحظ أن أكثر هؤلاء الشباب لا يقيمون أي وزن أو قيمة للآخرين.. بل هم على درجة عالية من الصفاقة وسوء التعامل مع الآخرين.. وتلحظ ذلك أكثر عندما يقود أحدهم سيارة لترى كيف يقود السيارة وكيف يتعامل مع الطريق أو مع الآخرين.
** بل إن ظاهرة عدم احترام الآخرين امتدت مع الأسف إلى الوالدين والإخوة الأكبر.. وهنا المشكلة!!