تغيب الحقيقة في مأزق الضجيج..
يتناوب الصخب في دفعها إلى الأسفل..
إلى الأسفل..
حتى تغيب..
تبقى فقاعات لعاب الصارخين
وزبد أفواههم
يملأ المكان..
يعبئ الساحات بالروائح الكريهة..
وتغيب الحقيقة..!
* **
ينفض الجميع..
يتمسحون بفرشهم الوثيرة..
ويسكبون بقايا لعابهم النتن
فوق مخداتهم المحشوة
بريش الطيور
الميتة منذ زمن سحيق..
تبقى الحقيقة.. بعد انفضاض المتجادلين..
وحيدة.. إلا من أيد قليلة.. تؤمن بأنها الحقيقة..
تنهض.. بمعيتهم.. عن ثيابها بقايا اللعاب!
يمسحون عنها وعثاء التراب.. يغسلون كما يضمدون جراح الكلمات.. والكدمات.. يعرضونها للهواء والشمس.. يمصلونها بجلوكوز النقاء.. تنتعش.. تتنفس.. هواء حقيقياً..
نظيفاً..
يستقيم عمودها الفقري.. وتعتدل كل وظائف حسدها الحيوية..
تستوي على عرشها الوضئ. تعلن عن وجودها الكاسر لكل ما هو سواها..
فتساقط أسفلها..
كل صرخات الكاذبين..
تبقى.. لأنها الحقيقة.. لأنها الصدق.. لأنها البياض!
يغيب الآخرون.. لأنهم الوهم.. الكذب.. الظلام!
Fatemh2007@hotmail.com