Al Jazirah NewsPaper Wednesday  19/03/2008 G Issue 12956
الاربعاء 11 ربيع الأول 1429   العدد  12956
في محاضرة ألقاها بجامعة طيبة
سماحة المفتي العام يدعو الجامعاتى لدور ريادي في التطوير

المدينة المنورة - مروان عمر قصاص

ألقى سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، محاضرة قيمة أبوية توجيهية للجميع بقاعات الاحتفالات الكبرى بجامعة طيبة بالمدينة المنورة، وذلك أثناء لقائه بمنسوبي الجامعة من مسؤولين ومسؤولات وطلاب وطالبات.

وتحدث بداية معالي مدير الجامعة أ.د. منصور بن محمد النزهة وعبر عن عميق شكره وتقديره واعتزازه بحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، وأن الجميع سعداء بهذا الحضور الذي كان ينتظره الجميع بشغف، إضافة لما لهذا اللقاء في هذا الوقت من ضرورة لبيان كيفية الخروج مما يواجهه العالم من تقلبات في شتى المجالات.

عقب ذلك ألقى سماحة المفتي كلمة حمد الله تعالى فيها على نعمه المتعددة، وصلى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ورحب بالحاضرين، وشكر معالي مدير الجامعة أ.د منصور بن محمد النزهة، على حسن الاستقبال، مبدياً سماحته سعادته بلقاء منسوبي الجامعة.

وتطرق سماحته إلى فضل الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ممتناً على نبيه تعليمه الكتاب والحكمة وهو أميّ لا يقرأ ولا يكتب، فحفّظه القرآن، وعلمه السنة النبوية، وسادت أمته صلى الله عليه وسلم الأمم، مما يظهر أهمية العلم ودوره الكبير في تطوير الأمم ورقيها ونقلها لمصاف الأمم المتقدمة، كما ميّز الدين الحنيف العلماء عن سائر الناس، وذلك لفضلهم ومكانتهم، كما يقوم العلم بلم الشتات وتجميع فرقة الأمة، وإن هذه الأمة أعزها الله بالإسلام فإن هي ابتغت العزة من غيره أذلها الله.

وأشار سماحة المفتي إلى ضرورة أن تضطلع الجامعات بدور ريادي أكبر في دفع مسيرة التقدم والتطور التكنولوجي في وطننا الغالي، وأن الدين الحنيف لا يعارض هذا التطور بل يسهم في دعمه، مع الأخذ في الاعتبار بأن على المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه دينهم وعملهم وحفظ ثوابتهم وعدم الانتقاص منها من أجل التطور، والواجب الجد والاجتهاد ورعاية المصلحة العلمية لأجل أجيالنا القادمة لكي تصعد للمستقبل بخطى ثابتة ومواجهة تلك التقلبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسة التي تواجهنا في هذا العصر، كما يجب على الجامعات أن تضع تصوراً مستقبلياً على قدر عال من التخطيط النافع، لتكون منارة علم وتوجيه معاصرة للتطور العلمي الحديث مع التأكيد بأن الدين الحنيف لا يقف عائقاً أمام التقدم العلمي.

وخلال محاضرته الكريمة وجه سماحته كلمة توعوية للشباب بضرورة التمسك بالأخلاق الإسلامية والسنة المحمدية، وعدم الانجراف خلف الأفكار المضللة، والجماعات التي تزعزع من وحدة وتماسك هذا الوطن الغالي، وأن دورهم كبير في درء المخاطر وقيادة الوطن إلى عيش رغيد بإذن الله، كما حرص سماحته إلى توجيه كلمة للمبتعثين بضرورة مخافة الله والجد والاجتهاد وأن ينهلوا من العلم، وعلى الجامعات متابعة مبتعثيها ومتابعة أبحاثهم والاطلاع على أحوالهم وحل مشاكلهم.

ولم يغفل سماحة المفتي المرأة بل منحها جزءاً من حديثه بأنها الأم التي تصنع الأجيال وصلاحها صلاح المجتمع، داعياً النساء إلى عدم الانجراف خلف الدعوات التي تنادي بخلع الحجاب وخروج المرأة، وأن أعداء الإسلام يعلمون أن خروج المرأة ومخالطة الرجال يؤدي لدمار المؤسسات الاجتماعية، موضحاً أن الدين الإسلامي انتشل المرأة من ظلم الجاهلية فأعزها وجعل لها مكانة تليق بها، فجعلها الأم والأخت الزوجة، مشيراً إلى تميز المرأة المتعلمة العاملة المتمسكة بالثوابت الإسلامية وفضلها على غيرها.

ومن الجدير بالذكر أن القاعة غصت بالحاضرين مما دعا الجامعة لفتح أماكن أخرى لجلوس الحاضرين، وحضر عدد من مسؤولي الدوائر الحكومية بالمدينة المنورة، وطلاب المرحلة الثانوية، وطلاب معاهد الصم والبكم وترجمت لهم المحاضرة بلغة الإشارة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد