اتسع الاهتمام بالمرأة على مستوى العالم نظراً لطبيعة تكوينها الفسيولوجي أولاً، ولدورها في الحياة، ثم أخيراً لما تواجهه من مشكلات تختلف من مجتمع إلى آخر، وإن كانت السمة الشائعة والسائدة في أنحاء المعمورة وقوعها تحت مؤثرات كبيرة تفرضها النواحي الدينية والاجتماعية والاقتصادية، وإن كان نمط المجتمع هو الذي يؤثر في مسار ونوعية ما تواجهه، فمشكلاتها في المجتمعات الصناعية تختلف دون شك عنها في المجتمعات البدائية، ومع تنوع النظم السياسية تتباين أيضاً المشكلات والعوائق، كما يختلف وضعها في المجتمع تقدماً ومشاركة.
وفي المملكة العربية السعودية توجهت أنظار بعض الباحثين والدارسين، وكذلك الأجانب إلى وضع المرأة في المملكة كل ينظر إليها بالمنظار الذي يشكل خلفيته الثقافية والاجتماعية، ففي الغرب هناك من يثير من وقت لآخر مسألة انتهاك حقوق المرأة في المملكة، والمثل الأوضح الذي يمثل هذا الانتهاك عدم السماح لها بقيادة السيارة، أو إجبارها على التحجب، أو الفصل بينها وبين الذكور في المدارس والجامعات، أو عدم السماح لها بالانتخاب، وفي المقبل هناك من الباحثين المحايدين من ينظر إلى وضعها في إطار العادات والتقاليد الموروثة، وأن تطور وضعها يأتي تدريجياً، ومن الباحثين السعوديين من ركز ولا يزال يركز على أمور تخصها من مثل تعليمها أو المشكلات الاجتماعية التي تتصل بها من زواج وطلاق وأمراض.
والمتابع للصحف المحلية وبعض القنوات الفضائية والإذاعة يشعر بأن هناك الكثير من القضايا التي فشت وتفاقمت وكثر تناولها في وسائل الإعلام مثل هروب الفتيات من منازل ذويهم، وشيوع عادة التدخين، بل وحتى تعاطي المخدرات بين النساء، وكثرة حالة الطلاق، والضغوطات التي تعاني بعض النساء منها أسرياً من مثل حرمانها من أبنائها في حالة الطلاق، أو الفصل بينها وبين زوجها لعدم التكافؤ، أو استغلالها من قبل زوجها أو أقاربها، ثم عملها وما يواجهها من مشكلات وتناقضات، والعنوسة التي تعاني منها فئة كبيرة من النساء، وهناك ما هو أكثر مما أشرت إليه.
ومن خلال متابعة بسيطة وجدت أن مجموعة من الباحثين والباحثات الغربيين أخذوا في التركيز على القضايا الاجتماعية للمرأة السعودية ودراستها بعمق دراسة ميدانية لتكون مادة لرسائل جامعية أو بحوث مدعومة من مراكز بحثية غربية.
ومن كل ما سبق فقد وجدت أن من المهم أن نسارع بإعطاء دراسات المرأة أهمية كبيرة من أجل المساعدة على حل المشكلات التي تواجهها المرأة في المملكة، والعمل على تقديم الصورة الحقيقية للمرأة في المملكة إلى العالم الخارجي.
وتحفيز المجتمع على قبول دور أكبر للمرأة في إطار الدين الإسلامي والتقاليد العربية الأصيلة. ودعم المرأة في الحصول على حقها الشرعي كاملاً، والدفاع عنها في حال انتهاك مثل هذه الحقوق من أي جهة كانت.