كان هناك رئيس بلدية في إحدى المحافظات اتهمه الكثير بالعنجهية والتسلط وفرض رأيه على الجميع. وقد حضرت موقفاً لهذا الرئيس بعد أن أتاه أحد المهندسين يحمل معه مخططاً هندسياً لأحد المنازل، فما كان من رئيس البلدية إلا أن (شطب) على المخطط كاملاً وقال للمهندس: نريد أفكاراً جديدة لا مخططات تقليدية.
نريد واجهات مبتكرة وتصاميم جميلة أخذ المهندس أوراقه ولملم معها غضبه وخرج ساخطاً من تسلط رئيس البلدية وبعد أيام عاد هذا المهندس بتصميم أبهر رئيس البلدية، منذ تلك الأيام والمهندسون في محافظة رفحاء التي أتحدث عن أجوائها الهندسية وهم يتسابقون لأفضل التصاميم والآن وبعد تلك السنوات بإمكانكم التجول في المحافظة وسيبهركم أن هذه المنازل موجودة في هذه المحافظة البعيدة، والفضل بعد الله لهذا التألق التصميمي الهندسي يعود لرئيس البلدية والذي كان البعض يرى أن في هذا التصميم صعوبة أو يرى ذاك مشكلة ولكن سارت الأمور بهذا الشكل الذي أتاح مزيداً من الإبداع والتجديد بدلاً من القوالب القديمة التي بنيت عليها منازلنا القديمة، وكنا وقتها نتساءل بحسرة: لماذا منازلنا لا تصل إلى مستوى منازل الدول الأخرى رغم أن قيمة بنائها مرتفعة جداً مقارنة بغيرها؟ ولدينا جزم أيضاً أن 300.000 ريال وهي قيمة القرض العقاري كفيلة ببناء منزلين - ربما - في الدول المجاورة، ولم تقدم المكاتب الهندسية شيئاً في هذا السياق بل تعتمد - في الغالب - على قوالب هندسية جاهزة حولت منازلنا إلى ما يشبه علب الكبريت المربعة الصماء الخالية من لمسات الجمال التصميم. وخلاصة القول لو أن كل رئيس بلدية فعل ما فعله رئيس بلدية رفحاء المهندس محمد العمري لكانت أشياء كثيرة تتطور وتتغير نحو الأفضل، والتفكير الإستراتيجي مطلب مهم لرؤساء البلديات لرسم صورة بعيدة أكثر جمالاً وفائدة. ونقترح على وزارة البلديات أن تخصص جائزة بمسمى أفضل منزل وذلك للمنازل المبتكرة في التصميم وفق شروط معلنة في رأيي المتواضع أن هذه الجائزة كفيلة بإيجاد تصاميم أكثر روعة ومنازل أكثر جاذبية وفيها تشجيع لمن بذل ماله الخاص من أجل جمال محافظته.. فما رأيكم أن تكون بداية هذه الفكرة من محافظة رفحاء؟!
mk4004@hotmail.com