Al Jazirah NewsPaper Sunday  16/03/2008 G Issue 12953
الأحد 08 ربيع الأول 1429   العدد  12953
قراءة في كتاب: (التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة) لجمال الدين محمد بن أحمد المطري

هذا الكتاب تحقيق الدكتور سليان الرحيلي، من الكتب العزيزة على قلوبنا؛ لأنه عن تاريخ طيبة الطيبة تُشكر دارة الملك عبدالعزيز على نشره وطباعته وتوزيعه في إطار جهودها المشكورة لحفظ تاريخ الجزيرة العربية وجهد المحقق ملحوظ ويُشكر عليه، حيث يذكر صلته بهذا الكتاب فيقول: (وتعود صلتي بهذا الكتاب إلى أكثر من عشر سنوات عندما اعتمدت عليه في بعض أبحاثي المتعلقة بالمدينة، وأدركت منذ ذلك الوقت أن هذا الكتاب يحتاج إلى دراسة وتحقيق...) المقدمة.. كما ينقد المحقق تحقيق الباحث الأستاذ عبد الله بن سليمان اللهيب لهذا الكتاب، لأنه اعتمد في تحقيقه على نسخة واحدة من مخطوطاته، ولم يقابلها بالنسخ الأخرى، بالإضافة إلى بعض الهنات الأخرى التي حرص المحقق سليان الرحيلي على تجاوزها.

ويبدأ المحقق بالكتابة والتعريف بحياة المؤلف وشيوخه ورحلاته ومؤلفاته، ويعلق المحقق على عنوان الكتاب: (التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة) فيقول: (فكأن المؤلف يريد أن يعرف بما ناله الهجر والنسيان والاندثار من معالم المدينة، وهذا يُصحح ما شاع من أن اسم الكتاب هو التعريف بما آنست...) وهي ملاحظة جيدة للمحقق، كما تظهر دقة ملاحظة المحقق وجهده في رصد منهج المؤلف ويرصد منهج المطري في خمسة محاور تفصح بوضوح عن تميُّز المطري في كتابه هذا، ولا يتورع المحقق من أن يتوقع المزيد من المؤلف، حيث يذكر أن المطري عايش تاريخ المدينة ومعالهما وتميزه عن غيره من الرحالة، فيقول: (وإن لم يوظف ذلك بما فيه الكفاية)، كما يذكر المحقق أن المؤلف لم يذكر شيئاً عن الأحوال السياسية والاقتصادية والإدارية في المدينة خلال عصره....) في إشارة لطيفة من المحقق بأهمية هذه الأحوال وارتباطها بتاريخ المنطقة.

ثم يذكر المحقق النسخ التي اعتمد عليها وهي أربع نسخ.. الأولى بعد وفاة المؤلف بعامين (743هـ).. والثانية عام (759هـ).. والثالثة عام (772هـ)، والرابعة.. متأخرة عام (1267هـ) ثم يذكر المحقق الخطوات التي اعتمد عليها في التحقيق، وهي القيود العامة في تحقيق المخطوطات التاريخية.

هذا الكتاب قسَّمه مؤلفه إلى مواضيع عدة وليس أبواباً وفصولاً ومن هذه المواضيع (ما جاء في فضل المدينة من صحيح البخاري) (ذكر الخندق) (ذكر حدود الحرم) وغيرها كثير، وفي الكتاب ملحقات عبارة عن خرائط تعريفية للمدينة وإرشادية، ثم يذيل المحقق بقائمة من المصادر والمراجع معتمداً على كتب الأحاديث والتاريخ والمعاجم والأعلام قديماً وحديثاً، ثم يعقب بالفهارس.

ختاماً: هذا الكتاب درة ثمينة في تاريخ المدينة المنورة، وهو جدير بالقراءة، وتقبلوا تحياتي.

ابتسام عبد الله البقمي
ص.ب 5256، جدة 21422


aumfesal@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد