كتبت على مدى الأسبوعين الماضيين في موضوع العلاقة بين الباحث الأكاديمي والباحث المهتم، وهو موضوع يشغل الباحثين في تاريخنا المحلي ويستأثر بحديثهم، ومن ضمن ما أثرته في مقالي أن هناك أشخاصاً من الأكاديميين استطاعوا أن يوفقوا بين التحصيل والبحث والتأليف على وفق المنهجية الأكاديمية، وهم في الوقت نفسه حاضرون بقوة مع زملائهم الباحثين المهتمين الذين يكتبون لأهداف متعددة ليس من بينها البحث عن الترقية الوظيفة أو الحصول على الشهادة العلمية.
وحين بدأت في كتابة الحلقة الثالثة والأخيرة من هذه المقالات سعدت كما سعد الكثيرون غيري بخبر صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حظه الله - بترقية الأخ العزيز الوفي الدكتور ناصر بن محمد الجهيمي الأمين العام المساعد لدارة الملك عبدالعزيز، إلى المرتبة الخامسة عشرة، وهذه الثقة الملكية الكريمة للدكتور ناصر لم تأت من فراغ، ويعرف أنها أتت في محلها كل من قدر له التعامل مع الجهيمي من الباحثين والإعلاميين ورواد الدارة.
هذا الرجل باختصار شديد أعماله تتحدث عنه، قدم موضوعا مهما لنيل درجة الماجستير تحت عنوان (محاولات الوحدة العربية المعاصرة في المشرق العربي) (1919-1945م) ثم قدم أطروحته لنيل الدكتوراه عن (مشروعات الوحدة العربية في الفترة) (1945- 1963م)، ولم يتوقف نتاجه العلمي بعد ذلك بل قدم جهود تذكر فتشكر في توثيق تاريخ هذا الوطن المعطاء ورمزه الكبير الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيب الله ثراه.
أحفظ ويحفظ الكثيرون غيري للدكتور ناصر الجهيمي تنفيذه الدقيقة لتوجيهات سمو رئيس مجلس إدارة الدارة، ومعالي أمينها العام من الدعم الكبير واللا محدود في دعم الباحثين بخاصة الشباب والمهتمين بصور كثيرة ومتنوعة تجعله مكان التقدير والاحترام، تحدثت معه أكثر من مرة عن بعض الشباب من محبي تاريخنا الذين يرغبون في الحصول على إصدارات الدارة وقد لا يكونوا من الباحثين المعروفين بل هم في أول طريق البحث والاهتمام - إن صح الوصف - فأجد منه الحرص والاهتمام بهم وتزويدهم بإصدارات الدارة التاريخية في وقت وجيز وبخلق رفيع وبأدب جم ودعماً معنوياً لهؤلاء الشباب لخدمة وطنهم من البوابة التاريخية.
وحماسة الجهيمي لخدمة وطنه من البوابة التاريخية ليست مقتصرة على عمله في أروقة مكتبه في الدارة بل هو داعم ومهتم بأي منشط يخدم تاريخ هذا الوطن، فهو بالإضافة إلى أعماله الكثيرة في الدارة نائب لرئيس الجمعية التاريخية السعودية.
واجدها فرصة لاستثمر هذه المناسبة لأفشي سراً (!) قد لا يروق للجهيمي إفشاؤه، حيث أتذكر أنه في أحد ملتقيات الوراق وقبل التوجيه الكريم من سمو الأمير سلمان بدعم ملتقى الوراق ماديا هاتفني الجهيمي مبدياً الرغبة في أن لا يكتفي بالحضور فقط، وأبدى حرصه الصادق على أن يقدم الدعم المادي والمعنوي لهذا الملتقى لأنه وكما قال لي عن نفسه (منكم وفيكم) وبالفعل حقق رغبته في الدعم المادي والمعنوي مشترطاً أن يكون الأمر سراً بيني وبينه وأنا الآن أجيز لنفسي أن أفشي هذا السر بعد مضي الفترة القانونية التي يجوز بعدها إفشاء الأسرار ونشر الوثائق، وهي مدة (تخصني) غير المدة المتعارف عليها دولياً(!).
وفي الختام هذه تهنئة للجهيمي وكل محبيه ومحبي تاريخ هذا الوطن ورجالات التاريخ الصادقين بهذه الثقة الملكية الغالية، وتهنئة خاصة لأكثر الناس سروراً بهذا الخبر معالي الدكتور فهد السماري، ولكل منسوبي دارة الملك عبدالعزيز والجمعية التاريخية السعودية.
للتواصل فاكس 2092858
Tyty88@gawab.com