لقد فتحت المدارس أبوابها واستؤنفت الدراسة بعد إجازة منتصف العام الدراسي والطلاب خلالها بقسط وافر من الراحة والاستجمام والهدوء والنشاط.. وحينما تسير قافلة التعليم تبدأ معها الآمال تتجدد في أبنائنا وبناتنا ونتطلع إلى ما سوف يقومون به في سبيل تطوير معارفهم وأذهانهم ومداركهم وتحصي|ل أكبر قدر من العلم والمعرفة بكل عناية واهتمام والسير والتنافس نحو الجد والاجتهاد والتقدم وعدم تأخير واجب اليوم إلى الغد، فالطالب المثابر سيحظى بالتقدم والنجاح لأنه أدرك أهمية المواظبة والجد وحسن الإصغاء والتدبر والتفكير السليم والتسابق نحو العلم يكون بالإخلاص والتفاني للوصول إلى الهدف المنشود وبالعلم ترتقي الأمم وبالعلم يتبوأ الفرد مكانة سامية. إن المدرسة مؤسسة تربوية وأخلاقية واجتماعية تعنى بإعداد الجيل وتربيته وتزويده بالمعارف والعلوم النافعة وممارسة العادات النبيلة وربط ما يدرسه التلميذ بحياته اليومية والمستقبلية وتحقيق الأهداف الأساسية التي تنشدها الأمة في تربية أبنائها وإذا كانت وسائل التربية والتعليم في تطوير مستمر، وإن دور البيت مكمل لدور المدرسة وعلى الاثنين أن يتعاونا في توجيه الطلبة والطالبات إلى ما يفيدهم في دراستهم ومستقبلهم وإعطائهم فرص الاستفادة. ولا يجب أن يقف دور أولياء الأمور على توفير الأقلام والدفاتر والملابس وما إلى ذلك بل عليهم أن يدركوا أن واجبهم أكبر من ذلك بكثير، ولكي يتمكن الأبناء من استيعاب الدروس والتحصيل الكامل لها وصولاً إلى تحقيق النجاح في نهاية العام فإن عليهم أن يواصلوا رعايتهم ودفعهم إلى المذاكرة والسؤال يومياً عما فعلوه في المدرسة والواجبات المعطاة لهم وما هو مطلوب منهم ومقرر عليهم.
وأن يشعروهم بالاهتمام بدراستهم ومساعدتهم في حل مشكلاتهم وما يعترضهم من عقبات والعناية بتيسير سبل الدراسة والقراءة والمذاكرة وتوفير الجو المناسب لهم.
ولعل ما يؤسف له عدم اكتراث البعض من الآباء والأمهات بسير أبنائهم في الدراسة وعدم متابعتهم لذلك ويتركون لهم الحبل على الغارب يلعبون ويخرجون مما يعودهم على الكسل واللعب وعدم الاهتمام واللامبالاة.
إن علينا ألا نغفل دورنا كآباء في حمل الأمانة والقيام بواجب المسؤولية تجاه من نرعاهم ونقوم على تربيتهم ونشرف على إعدادهم وتوجيههم توجيهاً سليماً وغرس الفضائل والاتجاهات السلوكية البناءة الصالحة وأن يكون الأب أسوة حسنة وقدوة محببة ونشر الوعي بقيمة العلم والتعليم ليكونوا لبنة صالحة في بناء الأمة ويشعروا بمسؤوليتهم لخدمة بلادهم ويكونوا أعضاء عاملين في المجتمع بقوة ووعي وثبات والتعاون المثمر بين البيت والمدرسة سوف يشعل جذوة الإبداع والتفوق.
هذا وبالله التوفيق.